Skip to main content

Full text of "تاريخ مدينة بنغازي 00"

See other formats


& 
یھ 
3 
3ے 2 wo‏ 4۵ + سر )4 
ہسہ ile‏ 
تأليف : ر.ج. جود تشايلد 


متاح للتحميل ضمن مجموعة كبيرة من المطبوعات من صفحة 
على موقع ارشيف الانترنت 
الرابط 
https:/ /archive.org/details/ @hassan_ibrahem‏ 


https://archive.org/details/@hassan_ibrahem 


صورة الغلاف مأخوذة عن اناء في المتحف البریطانی وهی تمثل البطل 
هرقل (الثاني من الیمین) وهو مستريح في بستان اطسبر یدس بعد ذعه 
لشبان لادون )3 الوسط) 


اکور AN‏ اللہ 


©> + جم 


وزا ره ٥‏ الامصاد 
الادارة العامة للسياحة 


الطبعتن الغا نين ۱۹۷۰ 


نمازي 


&ŵ 
تم مر ہمہ‎ bs 
یوسبریرس ۔ برشتي ۔ رسی اين غازعيك‎ 


" ترجمة : صالح جبريل 
مراجعة : محمد القزيري 


ہے 


متكدمحه 


ان مدينة بنغازی — عاصمة ليبيا الشرقیة - تعتبر آخر حلقة في 
سلسلة من المدن المتعاقبة الي خضع فا حكم برقة في فترات مختلفة من 
تاريخها . وكانت أولى هذه العواصم هي مدینة قورينا ( شحات ) 
الي تقع في الحبل الأخضر . حیث الحصب ووفرة المياه . ولكن في 
عام ۲۹۷ م . قام الامبراطرر ديو كليتيان بنقل العاصمة الى مدينة 
طولیمایس ( أي طلمیثہ الواقعة قريباً من الرج ) ۰ حيث قدر للكاتب 
سانيسيوس الشهير عقالاته ورسائله الأدبية أن يتولى منصب أسقف 
الدينة (حوالي سنة 4۰۰ م) . ثم حدث بعد ذلك أن تدهورت مدينة 
طوليمايس خلال القرن السادس اليلادي» فأصبحت أبولونيا (سوسہ) 
عاصمة لليبيا (Upper Libya) Wal‏ المدن انخمس (بنتابوليس) » 
ley‏ صارت مدينة درنة عاصمة ليبيا السفل ( Lower Libya‏ ( 
الممتدة نحو الشرق حتى الحدود المصرية . 

وبعد الفتح العربي لليبيا ( سنة ۱4۳ م ) احتلت مدینة برقة (CA)‏ 
مر كز العاصمة وخلعت اسمها على الاقليم كله . الا أنه لما حل 
عهد الفاطميين أخذت تنافسها مدينة اجدابيا بحكم موقعها اللائم 
على طريق القوافل الداخلية الذي كان يربط بين مصر وبلاد المغرب . 
" وعلى أي حال ؛ نجد أن الحياة الحضرية في برقة اندثرت على أثر 
آ الهجرات الكبيرة من قبائل بني هلال وبني سلیم خلال القرن الحادي 
عشر الميلادي » ولم تعد حياة المدن الى الظهور من جديد الا في القرن 
الخامس عشر حيث انتقل بعض التجار من اقلیم طرابلس واستقروا 


في مدينتي بنغازى ودرنة . ثم نرى أن الحكام الأتراك في عام 
۸ م اختاروا مدينة بنغازى - وهي أقرب الى طرابلس من المدن 
الأخرى — لتكون عاصمة ادارية لبرقة . 

وظلت بنغازی عاصمة لبرقة منذ ذلك الحين وان كانت مدينة 
اجدابيا قد انتعشت هي الأخرى لفترة قصيرة فيما بين عامي ١97١‏ 
۳ اذ اصبحت عاصمة لامارة سنوسية مستقلة تحت زعامة ملك 
ليبيا الحالي . أما المر كز الاداري الحديد للحكومة الاتحادیة في مدينة 
البيضاء فرعا سيصبح منافساً لبنغازى ف المستقبل» ولكن المدينة dy all‏ 
ستبقى محتفظة بأهميتها لقربها من الحقول البترولية الي ١‏ كتشفت حديئاً 
وبفضل مینائها الي نجري OV‏ أعمال ترميمه . 

لقد حاولت في الصفحات التالية أن أتتيع تاريخ هذه المدينة منذ 
آقدم العصور الى يومنا هذا ء عسى أن يتمكن المقيم والزائر على السواء 
من الا لمام بنبذة تاریحیة عن المدن الثلاث - یوسبریدس؛ وبرینیتشی ؛ 
وبنغازى - الي قامت في هذا الموقع ا حغرانی على التوالي aey.‏ القاری 
في نباية هذا الكتيب قائمة موجزة تضم المصادر الأساسية لادةالبحث . 
ونظراً oF‏ أغلب الاكتشافات الأثرية الي نمت في موقع مدينة بنغازى 
. أثناء الاحتلال الايطالي لم تكن قد نشرت بعدء فانني لم أجد أمامي 
سوى اللجوء الى بعض الوثائق التاريخية الناقصة المحفوظة لدى مصلحة 

وأرجو أن يكون ني اعادة اصدار هذا الكتيب ما بحفز الى الاهتمام 
بتاریخ عاصمة برقة ا حدیثة . فصحيح أنه لم Ge‏ من آثار مدينتي 
بوسبريدس وبرينيتشي الا النزر اليسير ۰ ولکن انساع رقعة المدينة 
الحديثة في المستقبل قد بميط اللثام عن بعض المخلفات الأثرية اغامة الي 
ينبغي أن يعتنى بحفظها في متحف الدینة . 

ان الصعوبات الي ظلت الى OW‏ تقف حجر dyt‏ في سبيل توفير 


المكان المناسب قد جعلت من المستحيل احياء التحف الذي كان 
موجوداً بمدينة بنغازى في فترة ما قبل الحرب . الا أنه من النتظر 
أن يصبح في الامكان اقامة متحف صغير في الستقبل القريب . والسائح 
الذي ينشد الآثار الاغريقية والرومانية لا شك أنه سيولي وجهه 
Ul‏ نحو مدينة شحات خاصة » حيث Yl‏ تضم أهم التراث القومي 
من آثار برقة . ولكن بنغازی Lal‏ لا تخلو من JAM‏ الآثرية AS ly‏ 
الي تستحق أن يشاهدها الزائر المهتم بمثل هذه الأمور . 
شحات يناير ۱۹٦۲‏ 
ر ۰ج . جود تشايلد 


متدمحة الانجم 


يسرني أن أقدم للقارئ العر ہي هذه الرجمة لكتيب « تاريخ مدینة 
بنغازى » الذي ألفه الاستاذ Cr?‏ جود تغابلد . وهذا الكتيب حمل 
بين طياته الكثير من المعلومات القيمة عن تاريخ ا مدینة في الغابر والحاضر. 
وقد عرفت بنغازى خلال تاريخها الطويل بالأسماء التالية : 


)١‏ يوسبريدس : وهو اسم أطلقه الاغريق على المدينة عندما 
شيدوها في حوالي سنة 445 ق. م. وكانت يوسبر يدس تعتبر 
من ضمن المدن امس ( Pentapolis‏ ( الي نشأت في 
برقة في الزمن القديم . وتوجد بقايا هذه المدينة القديمة متنائرة 
عند طرف السبخة الي تقع خارج المدينة الحديثة . 


(Y‏ برينتشي ( برنیق ) : أسست سنة 7417 ق . م . تکرعاً للملكة 
« برينيتشي » و كانت تقوم في نفس موقع المدينة الحالية . وقد 
أدت ا حر كة العمرانية الحديئة الى كشف النقاب عن بقايا أثرية 
هامة هذه المدينة . 

۴۳ بنغازى : عرفت «برنیق» باسم بنغازي منذ سنة ۱8۵۰ م. عندما 

آقام بها الولي الصالح « سيدي غازي » الذي توفي با ودفن في مقبرة 

« سيدي y‏ يبيش » وكان أول من استوطن فيها NE‏ من اقليم طرابلس . 

â 


ور یما بلاحظ القارئ أن المولف لم يسهب كثيراً في حدیثه عن تاريخ 

بنغازی إبان الفتح العر.ني . وذلك يرجع اساساً الى قلة المراجع الي 

تناولت تاريخ المدينة في تلك الفرة بالذات . 

ومن الحدير بالذکر أنه لم يبق من آثار هذه الدن القديمة الا التزر 
البسیرء وذلك لأسباب منها أن الأتراك كانوا بستخدمون أطلاها كمحجر 
في الفترة ما بين ۱۹۱۱-۱۸۳۵ م . وكذلك فان قناصل الدول الاوربية 
في القرن التاسع عشر قد استولوا على كثير من التمائیل والأواني الفخارية 
وقطع العملة وغيرها » وهذه كلها تقریباً انتقلت الى متاحف أوروبا . 
وبالاضافة الى ذلك OU‏ عوامل التعرية لا بد ما لعبت دوراً كبيراً فی عو 
بعض تلك الشواهد الآثرية . 

وقبل أن اختتم هذه الكلمة الوجيزة يطيب لي أن اسجل تقديري 
العظيم للسيد وزير الاعلام والثقافة الذي اتاح لي فرصة ابراز هذا 
المشروع الى حيز التنفيذ » والى السيد مدير عام العلاقات العامة بوزارة 
الاعلام والثقافة الذي بذل کثیراً من الحهد ني الاشراف على نشر . وطبع هذا 
الكتيب كما أود أن اسجل شكري للسيد وكيل وزارة السياحة Ub‏ ار 2 
الآثار والسيد مراقب الآثار في المحافظات الشرقية لما ابدياه من 3 
له أكبر الفضل في حفزي الى القیام بہذہ المحاولة المتواضعة عي 


ا و اع رٹ وف سے 
مراجعة هذه yl‏ جمة . 


وأملي وطيد ني أن أكون قد وفقت في نقل هذا الكتيب التاريخي الى 
العربية » والله ولي التوفيق . 
الممرجسم 


yny yr بنخانق‎ 


41 


خريطة تبين الموقع القديم والموقع الحديث لدینة بنغازي 


\\ 


Jr‏ امرأة یمود الى القرن الثاني بعد المسيح وهو اول SEE‏ ليبي تعرفه 
اوروبا يكتشف في بنغازي وقد أرسل الى فرنسا في سنة ۱۹۹۰م كهدية 
لماك لويس الرابع عشر وهو الان موجود في اللوفر 


Saal‏ الا ول 


بوسابريد س ۔ عَدينتة As WG Cay‏ 


من المحتمل أن أولى المدن القدیمة gil‏ وجدت في موقع 
فا ي كان قد أنشأها بعض المستوطنين الاغريق القادمين 
قبل سنة AT‏ ف. ce.‏ حیث آقیت على مرمع من a‏ عند 
الطر ف الشمالي لٰسخة السلماني الحالية > أي ي نف س الموقع 
الذي تحتله oY‏ مقبرة سيدى عبيد الاسلامية ( المسماة علي 
عبید الفيتوري ٠‏ وهو من مواليد زليطن 2 وكان شيخاً للطريقة 
العروسية في برقة ) . والذي بسافر الیوم في طریق توكرة 
يحد » بمجرد خروجه من الدينة ۰ طريقاً فرعياً يتجه الى 
nell‏ صوب الوحيشى والفویہات فیجتاز بوابات المقبرة 
وتبدو الى يساره ربوة المدينة القديمة في آخر جزء أضيف للمقبرة . 
وقد نتج عن اقتلاع بعض أحجار الواجهة المقابلة للطريق ان 
بدت للعيان عدة طبقات من الأسوار المبنية با حجر والطوب 
وأرضيات من الطين set‏ على أوان فخارية اغریقیة ير جع 
تاريخها الى الفترة الواقعة ما بين القرنین السادس والرابع 
قبل الميلاد . 


۷۱۵ 


al Ns‏ ال الذي يكمن وراء اختيار هذا الموقع 
بالذات لانشاء المدينة القديمة بدلا من تشييدها في الکان 
الذي تقوم فيه مديئة بنغازی الحديثة لا بد أن ow deb‏ 
الاعتبار تلك التغيرات الي طرأت سبب الحفاف التدر بجي 
للبحيرات القدعة المحيطة عدينة بنغازی والي حولت الى 
شسطحات. ملحية .فليس تة Gol‏ شلك ي.. أنه Ue‏ 
أقيمت مدينة يوسبريدس كانت سبخة السلماني عبارة 
عن بحيرة یکفی عمقها لاستقبال المراكب الشراعية الصغيرة 
الشائعة في ذلك الوقت . كما كانت تتصل بیناء بنغازى 
الداخلي مباشرة . وهذا الاتصال أقفل فيما بعد تدريجياً بتكون 
حاجز من الرمال . لکنه لم يسد كلية الا في القرن التاسع 
عشر حين قام الأتر اك عد طریق جدید "مر تفع a.‏ 
البركة . ومن الحتمل جدا آن يكون ترا کم الرواسب في البحيرة 
قد قطع شوطاً كبيراً قبل القرن الثالث قبل الیلاد بمدة طويلة . 
أي قبل أن Ji‏ المدينة الى موقع اکر قرياً . من البحر 
الفتوح . وذلك أن احغراي سکابلا كس يشير a‏ ( ميناء » 
. پوسبر یدس على اعتبار انه كان متميزاً عن الدینة نفسها . 

وقبل أن ندرس المخلفات الأثرية الي احتفظ U‏ 
بها التاریخ من مدينة يوسبريدس القديمة علينا أن نلخص 
القدر المعروف من تاريخها با عکن أن نستمده من المصادر 
التار بحیة . فمن جهة التأسيس الفعلي لمدينة یوسبر يدس - و هذه 
هی التسمية الصحیحة بالاضافة الى كوا أقدم تسمية ھا - 
۱5 


لسنا نجد أي تاريخ مدون ء Lad‏ عدا ما یذ کره Bae‏ 
من أنه oe‏ ار سكان برقة ( المرج ) على حكم اركيسيلا 
a‏ ) الثالث » مللث قورينا » 0 nn‏ فار 

في مصر بارسال حملة تأديبية سنة ۵۱۵ ق a‏ 
وواصلت تلك الحملة سيرها غرباً حتى بلغت مدينة يوسبر يدس » 
مما يدل دلالة أكيدة على أن المدينة كانت موجودة فعلا â‏ 
ذلك الوقت . وأقدم قطع العملة الي أصدرتها هذه المدينة 
برجع تار حها إلى ما قبل عام 4۸۰ ق ام حیث يبحمل 
dol‏ وجهیها نقفاً بمثل eu‏ السيلفيوم ؛ بینما تظهر على 
الوجه الآخر صورة دولفين ( ورعا تكون 3 ذلك اشارة 
الى bale‏ الاله بوسیدون ( Poseidon‏ ) . 

ومما بدلنا على أن يوسبريدسن كانت تعتمد الى حد ما 
على مدينة قورينا أن الملك ارکیسیلاوس الرابع أرسل في عام 
۲ ق .م جماعة جديدة من الستوطنین جندوا من 
مختلف بلاد الاغريق بقيادة سی ہی غر ضه 
من ذلك أن يجعل من یوسبریدس ملجأ اميناً يلوذ به اذا ما رفع 
أهالي قورينا راية العصيان ضد حكمه . وفعلا هرب أركيسيلاوس 
. الى يوسبريدس حینما نشبت الثورة المتوقعة . الا أن اغتياله 
هناك فيما بعد يدلنا على أنه لم يحد في تلك الدینة ذلك 
الملاذ الأمين الذي كان یصبو اليه , 

وكان المستوطنون ل كر ما يتعر y2‏ فجمات 
القبائل الليبية الي تنزل اقليم سرت والي كان يسهل عليها 


۱۷ 


النيل م ن المدينة عن طريق منطقة السهول النبسطة المحيطة 

23-3 البحيرة » على أي حالء كانت تتیح للمدينة بعض 
DT EF‏ ضربت تلك 
ee‏ الا الأسطول الاغریقی all‏ كان ER sce‏ 
١‏ والذي قدم بطريق الصدفة حیث اضطر ته الریاح الى اللجو 
ال اء وسر بان ب كان في طريقه الى سبراكوز . وقد 
أدت حالة عدم الاستقرار ي هذه المدينة استقدام مزيد 

من الستوطنون الاغريق ‘ غير أن 2 J‏ اع 
Messene )‏ ( في سنة ۳٦۹‏ . 1 مرة برزت فيها 
مدينة يوسبر يدس على السرح السياسي كانت في عام ۳۲۲ ق. م؛ 
وذلك عندما وقفت الى جانب برقة لساندة المغامر الاسبرطى 
oy nt‏ ني محاولته اقتطاع امبراطورية افريقية لنفسه . 
ولكن مدينة قورينا وحلفاءها من القبائل الليبية تصدت هذا 
الغازي الدخیل . وبعد أن مني الطر فان بسلسلة من الهزائم 
والانتصارات تم القبض على ثيبرون : حیث أسره بعض 
الليبيين ثم امال NU‏ 
FD‏ نقش 2 2 تار غه 
الى سنة ۳٥٣‏ ق .ام ء وقد عبر عليه بمدينة بنغازي ( في 
14 


مکان لا شك أنه كان داخل نطاق المدينة القديمة) . ويتضح 
من هذا النقش أنه كان بالمدينة مجلس أعلى للقضاء celf‏ 
الشيوخ . وقد حدث أن تقدم هولاه الأعيان الى المجلس البلدي 
في المدينة باقتراح يرمي الى منح مكافأة لأثنين من مواطني 
سيراكوز نظير ما أدياه لمدينة بوسبر يدس من خدمات ولكن 
هذه احدمات لم يرد ذكرها على وجه التحديد . 
ولنكتف OW‏ ببذا القدر من الشواهد المستنبطة من 
الوثائق التاريخية لكي نلتفت الى الدلائل الأثرية الي كشفت 
عنها الدراسات, وأعمال التنقیب الأخير: ة في الموقع الفعلي للمدينة 
المد ,ان ها عن مق يوس ينس ce tole‏ القاض اماما 
الدمار فلم تعد تحدث في النفس أي أثر ۰ وذلك لأن الأتراك 
قد استخدموا JET‏ هذه المدينة كمحجر في الفترة ما 
بين سنة ۱۸۳١‏ و ۱۹۱۱ء ء بینما كانوايشيدون الكثير 
من GAM‏ الحديدة في کل من بنغازي والبركة . والواقع 
أن معظم الکتابات الي تناولت موضوع بنغازي في السابق 
مبنية على أساس الافتراض القائل Ob‏ يوسبريدس توجد نحت 
موقع خلیفتھا برينيتشي وبنغازي الحديثة . مع أن عمليات. 
الحفر الي تمت لي المدينة الحديثة ۸ تسفر عن وجود أي 
أثر ينتمي الى ما قبل عهد AM‏ . | 
وقد حدث أن جندياً Gi,‏ جمع بعض الأواني 
الفخارية الاغريقية من ناحية سيدي عبيد سنة ۱۹٢١‏ : كما 
تمت عدة اکتشافات. أثناء عمليات تمهيد الأرض الى قامت 
۱ 14 


بها البلدية في المقبرة سنة ۱۹۰۱ء الأمر الذي لفت الأنظار 
الى أهمية هذا الموقع . وبدراسة عدد من الصور الفوتوغرافية 
الي التقطها من الحو سلاح الطيران الملكي البريطاني لأغراض 
روتينية cyd‏ أن مة flee‏ واضحة لمدينة قديمة كاملة Jf‏ من 
المرتفع الذي تقوم عليه مقبرة سيدي عبيد وتتجه جنوباً نحو 
طرف السبخة . فقد ظهرت من ا حو بو ضوح شوارع المدينة 
ومبانيها » بل وسورها نفسه .أما على الأرض فلم يكن 
يشاهد الا القليل عدا كمية كبيرة مبعار ة من الأواني الفخارية 
الاغريقية و كثير من ا حنادق العميقة المتداخلة الى سلبها قاطعو 
الأحجار جل ما كانت تحتويه من كتل الحجارة . ويمكن 
للمشاهد أن يرى بعض الطرقات المرصوفة بحصی الفسيفساء 
في آماکن متفرقة بين خرائب هذه الدینةالاغریقیة . 

وھکذا نرى أن يوسبريدس سی سس سوی 
( شبح » مدينة » ولا سبيل لمقارنتها » من حيث الأهمية 
السياحية ء بغيرها من مدن By‏ القديمة . ولكنها بالنسبة 
لعالم الآثار تعد ذات أهمية ممائلة ان لم تكن أكثر أهمية من 
الدن الأخرى . وذلك OY‏ خلوها من البانی الي تميز عهد 
البطالمة او الرومات من شأنه أن بعطینا صورة صادقة لتصمیم 
المدينة الاغر يقية الأصيلة في الفيرة ما بين القرن السادس والقرن 
الرابع قبل الميلاد . 

وقد أجرت مصلحة الآثار بعض عمليات التنقیب في ناحية 
سيدي عبید سنة ۱۹۵۲ - ۱۹۵۳ > تحت اشراف المستر 
5 


سي . ن . جونز S.N. Johns‏ وبالاشراك مع بعثة من 
المتحف الأشمولي Ashmolean Museum‏ التابع لجامعة 
أكسفورد . فأدت تلك اللحهود الى كشف النقاب عن 
كثير من معالم يوسبريدس . واتضح أن المدينة كانت في 
الأصل تقوم على المرتفع الموجود Ll‏ المهجور من المقبرة 
حيث يتبين. لنا عشاهدة قطاع خلال الربوة أن المدينة جدد 
بناؤها أربع أو خمس مرات متوالية مت “كلها ي عهد 
الاغريق وكانت أغلب مبانیها مشيدة بالطوب فوق أساس 
من الحجر ء بينما كانت أرضية الحجرات مرصوفة بالطين 
اا الذي يتخلله العديد من قطع العملة وبقايا الأواني 
الفخارية ا مزینة بالرسوم» كما كان تالمدينة تتألف من وحدات 
مربعة الشکل کل منها تضم جموعة مبان متلاصقة وتخترقها 
شوارع مر صوفة بالأحجار المثبتة بنوع من الطين الرمادي 
كان بوخذ من أطراف البحيرة 
" وعل الأرض المنخفضة ي احاه طرف البحيرة كان يمع 
الحديث من مدینة بوسبریدس ۰ حیث یکتنفه سور 
ذو أبراج بارزة متباعدة . وکانت هتاك شوارع فسیحة تودي 
الى مكان يتوسط هذا ا حزء من المدينة » ويرجح أنه موقع 
BL‏ السوق في ذلك الوقت . ومنه بحرج طريق رئيسي 
يمر ببوابة 0 الى الشرق صوب مدينة برقة ‏ الرج 
الحديثة ) . وكل المساحة الي يغطيها هذا القسم من المدينة . 
كانت مخططة على غرار التصميم الهيبودعي Hippodamian‏ 
۳۱ 


الذي یتمیز بالشوارع المتقاطعة وصفوف Gul‏ المستطيلة . 
وبالتالي فاننا نكاد نجزم ob‏ الحزء الحديث من الدينة y‏ 
يمكن أن یکون أقدم Tage‏ من آخر القرن الحامس قبل الميلاد . 

ويبدو ان معظم مقبرة يوسبريدس كان بمتد في الحهة 
اليابسة من سبخة السلماني ولا يبعد كثيراً عن موقع الدينة نفسها. 
وني هذا المكان اعتاد قناصل الدول الاوروبية في القرن التاسع 
عشر أن يقضوا اوقات فراغهم متسلين بالبحث عن الکنوز » 
وكثيراً ما CUS‏ مساعيهم بالنجاح ely ob‏ مكتشفات 
ثرية رائعة ANUS‏ كتلك الزهريات. الباناثينية Panathenaic‏ الي 
وجدها فاتیر دی بورفیل سنة ۱۸٣۸‏ م » وهي الات ق متحف 
اللوفر . ولکن رغم ان اغلب القبور يحتمل انا قد فتحت في 
ذلك الوقت الا انه لیس لدينا اي دلیل قاطع محدد الکان 
الذي وجدت فيه وما كانت نحتويه بين طيانها : اما الاشياء 
الي سلبت منها فقد تفرقت في انحاء ختلفة من العالم . ولا يزال 
هناك قر أو قبران تكاد تملأهما الرمال ويمكن مشاهدنهما عند 
الطرف الشرقي لاسبخة بالقرب من سيدي عبيد . 

ويفوق معلوماتنا عن البقایا الأثرية لمدينة یوسبریدس 
ما نعرفه من الاساطير القديمة الي تدور حول النطقة المحيطة 
Ue‏ . وهذه الاساطیر تتعلق RL ele‏ 
حدائة .ŷ'‏ هيسبريدس ) (Hesperides‏ وہر OSS‏ (او (iad‏ 
(Lethon) ( Lethe )‏ ونحيرة ‏ تریتونیس ( (Tritonis‏ . 
والبحث ني موضوع هذه الاساطير يتطلب الاشارة الى عدد. 


۳۲ 


من الکتاب بعضهم لم بظھر الا" بعد مدة طويلة من انتقال 
لدينة ال مرقعها gy dU‏ اسمها df‏ ( برينيتشي ) . 
ولكن بما انه من الواضح ان الاصول الي استمدت MU.‏ 
الاساطير تر جع الى pall‏ 3 الي كانت فيها يوسير يدس آهلة 
بالسكان فمن المناسب إذن ان نتحدث عنها في هذا المجال . 
Ub‏ هيسبريدس فهو الاسم الذي كان يطلق على حار oN‏ 
التفاح الذهبي » الذي اهدته Gyl‏ «جي» الى هيرا بمناسبة زواجها 
من زيوس» وكانت اسماوهن ایجل وايريثيا وهستیا وارثيوزاء 
تھا كن يتمتعن باصوات رخيمة في الغناء . وي حراستھن 
C^‏ الذهبي كان ساعدمن تنین بدعی لیدون . وكان مقر هن 
eit; ô‏ على نہر اوقيانوس( Oceanus‏ )اي ي اقصی 
الغرب ( هيسبر يدس ) » ولكن بذلت فيما بعد محاولات ادت 
الى تعیین موقع اکثر دقة قيل انه ي برقة . غير اننا لا نجد 
اي CA‏ لحدیقة هيسبر يدس في برقة سوى ما ذكره عنها 
سکایلاکس في القرن الرابع قبل الميلاد » حيث حدد مکانہا قرب 
خليج فايكوس ( بين طوليمايس وفورینا ) ووصفها wb‏ 
« مكان غائر في الارض عمقه ۱۸ قامة YY)‏ مترأ ) ولیس 
له مدخلء اما طوله وعرضه فلا يقلان عن ۳9۰ Ty^‏ . وتظلل 
المكان اشجار كثيفة متشابكة الأغصان منها اللوتس وتلف 
انواع chal‏ والرمان والكمتري والتوت والكروم OE NF‏ 
والغار واللبلاب . (( 
ولعل سكايلاكس قد حاد عن الصواب في تقدیرہ GA‏ 
۳ 


قطعة نقد تحمل صورة الملكة برنيقي »> وعلى الوجه الآخر اسمها باليونانية 


واش Jee‏ يقال انه للملكة برنيقي و جد سئة ۱۹۱۰ 


Y 


تسيفساء 


بدیعه 


من البهد الروماني وجدت 


هذه الحديقة اذ ان الكتاب التأخرین اجمعوا على اعتبار مكانها 
بالقرب من بنغازي . فيذكر بلیی Pliny‏ ان 3 كلا من ہر 
ليثون والغابة المقدسة الي تذ كر بها الحديقة لا يبعدان الى (art‏ 
کثبر ا عن مدينة بر ينيتشي ) . کا تجد ان لو كان Lucan‏ عندما 
يتحدث عن اضطرار اسطول كاتو الأصغر اللجوء الى ميناء 
برينيتشي يشير باسلوب خيالي الى الحديقة المجاورة فيقول « انه 
كان حمیها أي الاضی التنين اليقظ ولكنها اصبحت OVI‏ مجدبة 
وقد تجزدت من نباتها الورق » . ومن الواضح اذن ان التفاح 
الذهبى کان قد اختفی قبیل ذلك عدة طويلة . اما من جهة 
abl”‏ فلا يكاد بخامرنا الشك في انما حسب الوصف 
Fyd‏ الذي نسبه الیها هولاء الكتاب اتما كانت احد 
النخفضات الموجودة في ناحية سواني عصمان وهي تبعد حوالي 
تسعة او عشرة كيلومترات شرقي مدینة بنغازي oe‏ 
طريق بنينه . واكبر هذه المنخفضات الحخ الكبير او ليي 
كنا یسمی الیوم ی مت مرا مع ان 
عمقه لا بتجاوز عشرة امتار . ویقع eM‏ الکبیر على مسافة 
سبعة كيلو مرات فقط Ge‏ موقع مدينة یوسپریدس الى 
Y‏ بد ان سکانہا GEV‏ کانوا Wl SAT‏ دد عليه c‏ الامر 
الذي جعلهم بخلقون اسطورة اتصاله بپیسپریدس . ولا ریب 
ان وجود هذه lad‏ الصغيرة الساحة الوار فة الطلال النخفضة 
عن مستوى سطح السهل المجدب المنبسط حوفا ساعد على 
خلق هذه الصورة الرومانتيكية عا فيها التفاح الذهبي والنساء 
Yv‏ 


الحارسات والتنين الملازم هن . 

وبالثل فان سكان بنغازي القدماء يبدو امهم Ud‏ قد 
اطلقوا pals.‏ العنان ني تصورهم لنهر ليثون ( لبي ) 
الاسطوري ‘ — بعی اسمه النسيان » . فكانوا يعتقدون 
أن ارواح الموتى تشرب من مياه هذا النهر الذي ينساب ي 
الطبقات السفلى من الارض فينسيها كل ما سبق ان فعلته او 
شهدته او سمعته . ويصف لوكان نہر ليي في مدينة بنغازي 
معبراً عنه بكلمات نورد فيما Cb‏ ترجمتها بشي ء من التصرف : 

« ههنا تصعد جداول ليي الى النور من ينابيعها الفية 
العميقة » i‏ 

و وهنا في بطء وتودة تنساب مياه النسيان الساكنة 
الراكدة » ۱ 

ولیس في بنغازي أي نر مفتوح > کا لا توجد بالقرب 
منها أي قنوات جوفية باله ی الصحيح N.‏ ان الغدير الذي 
يوجد نحت الارض ( ويعرف بمغارة ليي ) في اللخ الكبير 
لا ریب انه بوحی بتصور « نہر النسيان » الاسطوري . ولعل 
السكان القدماء كانوا يعتقدون ان مياه الجخ ge‏ تحت 
الارض نحو الشمال متجهة الى بحيرة بودزيرة المفتوحة 
ومنتهية الى عين زيانة ( البحيرة الزرقاء ) الي يصب فيها 
a‏ 

تعتبر بحيرة تريتونيس الي اختلف الورخون في تحدید 

7 > ثالث المعالم الطوبوغرافية القدعة ذات العلاقة 
عدینه يوسبر يدس . وقد ورد في اساطير الأقدمين ان تريتون 
۲۸ 


. Amphitrite وامفرایت‎ Poseidon هو ابن بوسيدون‎ Triton 
وكان يعيش معهما في قصر ذهبي في اعماق البحر . وابلزء‎ 
الأعلى من جسمه كان على صورة انسان بینما الحزء الأسفل‎ 
منه ينتهي بذيل درفيل . وكان الشيء المیز لتریتون عبارة عن‎ 
ce صدفة بحرية ملتوية ینفخ فيها بشدة او بلطف كلما اراد‎ 
Ju bat البحر او تبدئته . ولا بد ان هذا الاله كان کثیر ا ما‎ 
. البحارة القدماء الذين ير ددون على ميناء بنغازي في فصل الشتاء‎ 
وكانت بحيرة تريتونيس الاسطورية في ليبيا — وخاصة‎ 
Argonauts « جاء ذكرها في اسطورة بحارة السفينة «آرجو‎ ۳1 
هي القر الفضل لعريتون . وهذه البحيرة اختلف الکتاب‎ — 
القدماء فيما بینهم من حيث تحدید موقعها الصحیح : اذ كان‎ 
الخاص في ذلك . الا ان كلا من لوکان‎ aly لكل منهم‎ 
. یتفقان في تعیین مکانها عند مدينة بنغازي‎ Strabo وسر ابو‎ 
اما وصف لوكان للبحيرة فهو خيالي حض  واما سترابو‎ 
. فانه یعطینا معلومات اکر دقة سنعود اليها في الفصل القادم‎ " 


yk 
ep 2 


۲۹ 


OU Ja! 
(go) برينيتشي‎ y A 
(Pity - (2% yey) 


أن مدينة بنغازي الثانية ‏ الي أطلق عليها اسم « برينيتشي » 
" تكرعاً لزوجة بطلميوس الثالث ایور جيتس Euergetes‏ 
— عاشت حياة اطول سواء بالنسبة لسابقتها یوسبر يدس او بالنسبة 
لدينة بنغازي الحديثة . ولکن التاريخ المدون هذه الدينة قليل 
جداً ء كا ان بقاياها الأثرية كادت تذوب برمتها في المدينة 
الاسلامية الي احتلت موقعها منذ القرن الحامس عشر الميلادى 
وبخلاف يوسبريدس الي استكنت في موضع حصين عند 
ساية بحيرة تريتونيس ( السلماني ) ۰ كانت برينيتشى تقوم في 
مكان بارز على شاطى البحر فوق yd‏ الذي يفصل بين البحر 
والبحيرة . وهذا اللسان الداخل في البحر كان حسب قول 
ym‏ ابو يعرف باسم « سودوبينياس ¢ Pseudopenias‏ ؛ 
وان كان لا يوجد ای دليل على انتشار البناء فوقه قبل تأسیس 

مدينة برينيتشي في حوالي سنة ۲٢۷‏ ق . م . 
۳۱ 


والتاريخ لم يسجل لنا الظروف الي احاطت بہجر مدينة 
یوسبر يدس القدمة وانتقال اهلها من المكان السابق عند سيدي 
عبيد الى طرف الراس dd Jeul‏ والذي ببعد عنه عسافة 
ٴ ميلين تقريباً . ولكن تراكم الرواسب تدريجياً في البحيرة الي 
كانت من قبل تستخدم كيناء للمدينة القديمة لا بد انه كان 
من اهم الاسباب المودية الى هذا الانتقال . ومى تمت دراسة 
قطع العملة والأواني الفخارية الي عثر عليها في سيدي عبيد . 
فربما يتيسر لنا على ضوء نتانجها حدید التاريخ الذي حدث فيه 
ذلك الانتقال بوجه التقريب . أما في الوقت الحاضر فلا يسعنا الا 
الاكتفاء علاحظة ما je‏ م به الكاتب سولينوس Solinus‏ من ان 
الملكة بر ينيتشي لم تج الحديدة اسمها فحسب : بل قامت 
Ua‏ « بتحصينها » 

وبر ينيتشي هذه الست باسمها بنغازي ) الثانية كانت ابنة 
ماجاس Magas‏ حا کم برقة ال مستقل والأخ غير الشقيق 
لبطلميوس الثاني ملك مصر . ولا مات ماجاس في عام ۲۹۵ 
ف 20 . كانت برينيتشي. ي الرابعة عشرة من عمرها وقد 
تمت خطبتها للملك المنتظر en‏ الثالث . الا ان الحزب 
الوطى في قورينا وقف موقف العارض ازاء تكوين أي اتحاد 
وثیق مع مصر . وقام بادخال نظام جمهورى للحكم . ولم 
يتمكن بطلميوس الثالث من اخضاع برقة لسلطته والزواج 
من برینیتشی الا بعد حوالي عشر سنوات من ذلك . وقد 
صحبت هذا الحدث التاريخي اعادة لتسمية المدن نتج عنها ان 
YY‏ 


اصبح میناء برقة يعرف باسم طوليمايس کا تغير اسم توكره 
الى ارسينوي واستبدلت یوسبریدس عدينة برينيتشي . اما عن 
شخصية الملكة نفسها فنحن لا نعرف الا القليل عنها وان كانت 
قد حلدت ذكرها الى حد ما حين نذرت خصلة من شعرها ي 
سبيل ان يرجع بطلميوس سالاً من حملته على سوريا سنة VEN‏ 
ق . م . فقد ذكر فلكي من الاسكندرية انه تمكن من رصد 
تلك اللحصلة من الشعر سابحة في السماء > حيث بقی اسم 
Coma Berenices‏ او ١‏ كوكبة الذوابة » الى يومنا هذا للدلالة 

على احدى مجموعات النجوم في الاطالس الفلكية . 
وعندما تأسست مدينة برينتشي كانت البحيرة القديمة لا 
تزال متصلة بالبحر في حين أصبحت قليلة الغور جداً بالنسبة 
SOS‏ اكت ال ویصفها مار انق قوله انبا كانت 
سر "O‏ 
sill . ( Aphrodite )‏ يبحث اليوم عن وجود مثل هذه 
الحزيرة J‏ سبخة السلماني انما يضيع جهده سدى . ومن ثم 
ليس أمامنا سوى أن نیل الى الظن Ob‏ سترابو كان SPW‏ 
یقصد الاشارة الى نتوء بارز نحو داخل البحيرة . وأرجح مكانين 
لوقع هذه م الحزيرة » المزعومة هما منطقة سيدي حسين 3 
طريق البركة وناحية سيدي عبيد حيث موقع مدینة يوسبريدس 
التاريخي . ولكن لم تكشف الى الآن أية آثار تدل على الوجود 
Fl‏ المعبد المذ كور في أي من هذين الموقعين . وهناك رأي 
آخر مؤاده أن المعبد كان مشلّیداً على الحزيرة الصغيرة الي في 
۳۳ 


وسط بحيرة بودزيرة ( او بركة رومل ) . والمنطقة المحيطة 
بالمدينة يدو اا كانت غنية بالثمار > اذ أن بطلمیوس السابع 
( الشهير باسم فيسكون ) حدث أنه قام باخماد ثورة نشبت في 
برقة . وذ كر فيما كتبه عنها أن جنوده استساغوا كثيراً طعم 
تمار « ا حرشوف » الذي ينبت في ناحية بنغازي . كما ذكر 
Lal‏ أن نہر لیثون كانت توجدفيه أسماك وفيرة منها ثعابين 
eU‏ وسمك القروص ونوع من السمك يشبه Ole A‏ . ولكن 
رما مکنا القول بأنه في حدیثه عن لیتون كان يعني الغدران 
والبحيرات المنتشرة في المنطقة: ولميكن يقصد الغارة المظلمة 
الي توجد في atl‏ الكبير والي لا يعيش فيها اليوم سوى 
نوع من« الحمبري » الشفاف اللون . 

آما من حيث الظاهر الطبيعية هذه الدينة الي انششت SS‏ 
للملكة برينيتشي فان الصورة الي لدینا تعد ناقصة للغاية » غير 
أن موقع المدينة تحدد بوجود معالم جغرافية معينة Ge.‏ كانت 
الحزء الأوسط من مدينة بنغازي الحديثة وتمتد رقعتها من الیناء 
الى الفندق في اتجاه الشمال الشرقي ومن النارة الى call‏ 
الرياضي في انجاہ الحنوب الشرفي . 

والذي ظهر من آثار المدينة شي قليل لا يكاد یلفت النظر c‏ 
فلم يبق منها لزاثر ما يشاهده . بيد أن تاريخ الاكتشافات يشير 
الى أن هذه المدينة الاغريقية الرومانية كانت تتصف بنفس 
سمات غيرها من الدن الرئيسية الي حظيت بقه.ط أوفر من الصیانة 
في برقة القديمة . وحتى ني القرن التاسع عشر عندما بدأ اهتمام 
۳ 


الرحالة الاوروبیین بآثار برینیتشی ۸ يكن يبدو للعيان من تلك 
الآثار سوى بعض البنیان العتيق الذي كان يشكل أساس القلعة 
ار AS‏ . ولكن وجدت في جدران النازل الحديثة كثير من 
القطع الحجرية المنحوتة وغیرها . كما عبر بعض المقبين 
المثابرين على كميات من Pill‏ وقطع العملة عند ربوة كانت 
تقع على الشاطی قرب مكان الثارة الحالية وقد بيع الكثير من 
تلك الأشياء الى القناصل الأجانب فتكو نت لدیہم مجموعة 
ضخمة . وفضلا عن ذلك اكتشف یوار عين السلماني ي سنة 
۲ م تمثال جميل لأفروديت انتقل فيما بعد الى حيازة 
الدكتور بيرود ( Perrod‏ ) . ومنه الى متحف اللوفر e>‏ 
يوجد الآن . 
وقد كثرت الاكتشافات التاريخية على أثر الاحتلال 
الايطالي وما اعقبه من نشاط عمراني ۰ وأولى UY‏ القديمة الي 
وضعت عام ۱۹۱۲ م. عتحف بنغازي ابلمدید ( الذي ظل حتى 
سنة ۱۹۲۹ Lal gy‏ على تماثيل شحات ) كانت بينها تماثيل 
مكسوة بعض موضوعانها من الذكور والبعض الآخر من الاناث 
وقد عبر علیها أثناء الحفر قرب الفندق . ولا بدأ هدم القلعة 
AS y‏ في سنة ۱٩۱6‏ اكتشفت مجموعة من قطع العملة تضم 
٠‏ قطعة برونزية . وبعدها بتسع سنوات وجد نحت مقر 
البلدية تمثال من الرخام لرأس الامبراطور تیبیر وس( Tiberius‏ ( 
وكذلك بعض الأرصفة المشكوك في حقيقة أصلها . 
ونظراً لأن الأحياء الحديثة الي أنشأها الايطاليون أقيمت في 
Ye‏ 


معظمها على أرض سبق استضلاحها فان تشييد a‏ الحديدة لم 
نود الى الکشف عن آثار كثيرة لمدينة برینیتشی الا de‏ جانبى 
g‏ عمر الختار أو شارع روما y‏ 2۳ 
آریلت مقبرة â‏ اسلامية âc‏ كانت جاور هذا الشارع 4 ونتج عن 
ذلك ى أن ظھرت آسوار کثيرة وعدة أرضيات مرصعة بالفسيفساء 
وقد وجدت كلها نحت العمارة الى كانت تعر ف ذلك لین 
باسم « بنك التوفير » ) (Cassa di Risparmio‏ ويشغلها الآن 
ر بنك مصر ). وهذه GLU‏ كانت J‏ احاه منحرف بالنسبة للعمارة 
الحديثة الي تقوم فوقها. ويبدو من ذلك أن تخطيط المدينة القديمة 
كان له ہی اب عن تنظيم ناري الحديثة . وعلى ال لحانب 
الآخر من شارع عمر المختار تحت عمارة امن الحديدة الي 
تم بناو هاستة ۰ م . وجدت in’ I‏ كاملة Ls‏ ومز ay‏ 
بالفسيفساء ويتصدرها اطار بداخله صورة ولكن هذه الأرضية 
الأثرية أصابها الدمار في أثناء الحرب . وقد عثر أيضا على 
#موعة تضم .یں من قطع العملة الي ير جع تار محها الى 
i‏ الروماني ( من كفل فلافيان الى هادريان ) ونحدھا oY‏ 

وھناك آثار مهمة أخرى یل بعض الأسوار والقبور 
اكتشفت في ۱۹۳۳ — ٣۱۹۳ء‏ . أثناء بناء العمارة المجاورة 
pal‏ 3 سيدي حسين والي تقع تقريباً ي مواجهة محطة السكاك 
الحديدية . كما أن اعمال التنقیب الي جرت في عام ۳ م. 
عند موقع مفلوقة ( Mafluga‏ ) — وهي تبعد قليلا عن سيدي 
۳٣‏ 


حسين في انجاہ الحنوب الشرقي - آسفرت عن اكتشاف كثير 
من القبور الي ۸ تمسها يد الزمن وكانت تحتوي على أوان 
فخارية وتماثيل صغيرة ا حجم . ومن ا لی أن هذه المنطقة كانت 
أحد المدافن الرئيسية في مدينة برينيتشي وربما كان الوتی بنقلون 
لها في غوامات تر مهم البخيرة من edi Bl‏ ... وع Je‏ 
بقايا أثرية أخرى ني الضواحي الشمالية لبنغازي ۰ أي بناحية 
و الصابري » . وتشمل هذه الآثار المكتشفة صورة بارزة يبدو 
أنها تمثل فصلا من قصة محارة السفينة » آرجو ؛ ونقشاً يشير 
الى JY!‏ ايسكولابيوس ( Aesculapius‏ ( الذي رعا كان له 
معبد قرب ذلك المكان. وفضلا عن ذلك وجدت قبور ترجع الى 
عهد الاغريق والرومان الى جانب ود أقدم منها عهداً تعود الى 
أيام مدينة یوسپریدس . وهذه كلها عبر علیها بجانب سبخة 
GUL‏ وخاصة عند مو قع قلعة ار تیز (Forte Artesiano) Uu‏ 

سابقاً وحت ثكنات الحيش بالبر کة . 
ولا يكاد يخالحنا gol‏ شك في أن هناك آثارا أخرى لمدينة 
برينيتشي لم یکشف عنها النقاب بعد . وربما كانت أكر 
المخلفات الأثرية تماسکاً توجد تحت مقبرتي سيدي حسين 
وسيدي خر يبيش الاسلاميتين. أما في الحهات الأخرى من المدينة 
القديمة فينبغي فرض رقابة شديدة على كل عمليات البناء الکبر ی 
الي تتطلب حفر أمس عمیقة ها . ولعل العمق الذي كانت 
عليه. برينيتشي بالنسبة لدينة بنغازي الحديثة لم يكن بالقدر الذي 
يتبادر الى الاذهان . فالفسیفساء الي كانت نحت عمارة التأمين 
۳۷ 


وجدت على عمق لا یز ید عن مير . واحد من المستوى SEL‏ 
للشارع > في حين أن الآثار الي اکتشفت تحت عمارة بنك 
التوفیر سابقاً كانت في الواقع del‏ من مستوى الشارع بقليل 
وأزيلت بأكملها عند تشييد العمارة المذكورة. . 

وهناك نقشان يوجدان الآن في فرنسا بعد أن تم العثور 
عليهما منذ مائتي سنة ء ویعتبر ان مصدراً يمكن أن نستخلص 
منه بعض العلومات القليلة عن مدينة برينيتشي . ویشیر کل من 
هذين النقشين الى وجود مسرح مدرج في المدينة كما أن 
أحدهما يسجل أسمى مظاهر للكريم الذي cn‏ الحالية اليهودية 
هناك الى الحاكم الروماني مار کوس تيتيوس سیکستوس 
Marcus Tittio Sextus )‏ ( تقديراً لعدله وحسن ادارته 
sy‏ ذلك الوقت ر أي في سنة هه من العهد البرقاوي الى 
توافق عام ۲۶ - ۲۵١‏ م ) کان يتزعم الطائفة اليهودية تسعة 
شیوخ ( c( Archons‏ وبظهر Lat‏ كانت منعز له عن الغالبية 
العظمى من المواطنين في برينيتشي . ولكننا - لسوہ الحظ Yo‏ 
تعر ف ال وسر الس سوت 
السرح الدرج في مدينة برينيتشي القديمة بقي Let‏ حتى 
بومنا هذا . 

وكذلك ye‏ في سنة 144٠‏ على لوح رخامي نحت مبئی 
عمارة ماجانزا (Piazzo Maganza)‏ ي شارع عمر الختار م 
يشير هو الآخر الى ا حالیة اليهودية عدينة‌برينتشي اذ جاء فيه 
أن کنیس الیهود : تم اصلاحه سنة ٤٥‏ م . وحيث أن النقوش 


۳۸ 


الوحيدة الي تخلفت لنا عن عهد الرومان في مدینة برينيتشي 
gy‏ كلها على ذكر للجالية اليهودية فانه يمكننا أن نميل الى 
الظن بأنها في تلك الدينة بالذات كانت اکر عدداً وأكبر ys‏ 
منها في أي مدينة أخرى من المدن ا حمس . 
وعکننا أن نفترض أن العصر الروماني - الذي بدأ سنة 
۷۵ ق .م قد خلف في برينيتشي عدداً من المباني العامة 
الحديدة مثلما حدث بالنسبة لبقية مدن By‏ الا انه من غير 
الحقق » بل ومن المحال > أن تکون الدينة قد تجاوزت في أي 
وقت من الأوقات الحدود الي رسمتها ها الملكة برينيتشي . وعلى 
العموم فان مدن برقة لا يبدو أنها اتسعت كثيراً أثناء عهد الرومان 
ومن المحتمل أن مدينة برينيتشي قد تعرضت لضربة عنيفة من 
جراء ثورة البهود ی سنة ۱۱۵ - ۱۱۱ م › تلك الثورة الي 
أدت الى حدوث مذابح في جمیع أنحاء الولاية . ومع آنبا بلا 
ريب قد حظيت بنصيب مما قام به الامبراطور العظيم هادريان 
من أعمال الاصلاح والتنظيم : الا أن مر كزها تأثر الى a>‏ 
ما بتأسيس مدینة هادريانوبوليس الحديدة في منطقة تنسلوخ — 
دریانة » أي على مسافة لا تتجاوز أربعين كيلو مرآ . ولكن 
تلك المدينة الحديدة لم يكن لها ميناء . كما يظهر أن عملية تشييدها 
م حالفها التوفيق اذ أن الآثار الي بقيت منها تبدو اليوم مضللة 
ا لی درجة كبيرة حتی al‏ ليخالحنا الشك ني تحدید موقعها 
uf‏ بالنسبة لمدينة برینیتشي فالظاهر آنها ظلت مزدهرة الى 
۳۹ 


هاية العهد الروماني . وكان ها أسقف مسيحي اسمه أموناس 
في عام ۰ء كما حدث في سنة م . أن ذهب أسقف 
المدينة داكيس لحضور مجلس نيقيا ( Nicaea‏ ) الهام اسوة 
بأساقفة طوليمايس : وتوكرة ؛ وبرقة : وانتیبیجروس 
( طبرق ) . وكانت برينيتشى أيضاً مسقط رأس اندرونيكوس 
Andronicus (‏ ( وهو صیاد سمك قّدر له أن يتبوأ منصب 
حا کم المدن الحم نی سنة A ٠‏ »> وکان العدو اللدود للاسقف 
ساینیسیوس ( Synesius‏ ) . ولکن ما حدث من احتلال 
5 الوندال « لطر ابلس بعید سنة Y. etoo‏ أنه قد y‏ 
سواحل برقة مجمات القراصنة . فف ي القرن السادس الميلادي 
وجد الامبراطور البيز نطي جوستنيان Gul‏ اعادة بناء 
أسوار مدينة برينيتشى وترميم او تشیید حمام جديد بالمدينة . 
وبعد هذه النبفة التاریحیة الآخيرة لا 4c‏ ذكر GY‏ مدينة 
قامت في موقع مدينة بنغازي ا حالیة طيلة فرة تربو على Ave‏ 
سنة » وان كانت تسمية و مس لات وھ و یہ 
متخذة اسم ر برنيق » . ومن ال و کد — بطبيعة JU‏ — أن مدينة 
برينيتشي انسلخت عن جسم العالم الروماني والبيزنطي الى الأبد 
عندما فتح ابخیش ےو Gol‏ عمرو cy‏ اعاص ل سنة 
Ver‏ م . ومن المحتمل أن المدينة عاشت لمدة قرن Ls pl‏ 
حيث كانت مأهولة بالسكان الأقباط تحت الحكم العرريي فكل 
ما نستطيع أن نجزم به هو أن حياة الاستقرار jp‏ المدينة قد 
اندثرت نهائياً قبل حلول عام ۱۰۰۰ بعد الیلاد . 
٠‏ 


. الفنصمل الشالث 
بنغازي بين العصورالوسطى واحديشّة 


(YM — TEI) من برنیق الى بنغازي‎ Y) 


ان تاريخ مدينة بنغازى الاسلامية قبل الحكم القره‌مانلي 
يفتقر كثيراً الى الوثائق والأدلة التاريخية الثابتة . فنحن لا 
نعرف الى متى بقيت مدينة برينيتشى القديمة آهلة بالسكان 
بعد أول مجي للعرب ( سنة (MY‏ 3 ولکن من او کد 
أنه ۸ يحل القرن الحادي عشر الميلادي الا وقد ai‏ 
مجرد أكوام من الحرائب خالیة من السكان المستقرين . وابحغراني 

« البكري » لا يشير الى « برنيق » من قريب أو بعيد 
أنه يتطرق كثيراً الى ذكر مدينتي برقة ( المرج ) واجدابيا اللتين 
كانتا من ا مراکز المامة إبان عهد الفاطميين وكذلك فان 
« الادريسى  »‏ الذي وضع مولفاته خلال النصف الأول من 
القرن الثاني Ae‏ لا یذ کر عن yd yd‏ » سوى كوا جهة معينة 
يطلق اسمها على كل الأقاليم الواقع بين برقة واجدابيا » 
فهو لم يشر اطلاقاً الى وجود أية مدينة آهلة بالسكان عند موقع 
3 


برنيق . وعلى at‏ حال » فقد كانت هناك قلعة عند كافيس 
Kafis )‏ ( بالقرب من القوارشة › ولا زالت تشاهد الى اليوم . 
ولكن بعد أفول نحم مدينة اجدابيا ( الذي ظهرت 
بوادر ه منذ أيام الادريسي نفسه ) وبعد أن ترتب على ذلك 
هجر مینائها » بدأت برنیق تحتل مکاناً مرموقاً > حتی ul‏ 
ad‏ اسمها على الحرائط الي كان بهتدي بها اللاحون الاوروبیون 
من القرن الثالث عشر فما بعد ۰ وهي liydd‏ ظهر في‌مستهلها 
کتاب ( Compasso da Navigare‏ ) حوالي سنة ۱۲۵۰ م. 
وتذكر لنا الروايات التاريخية التوارئة أن موقع الدينة القديمة 
Tas‏ اعادة بنائه الا سنة ١48٠‏ م تقريباً اذ قام بذلك تجار 
من طرابلس كانوا يتعاملون مع مدينة درنة والمراكز الساحلية 
الأحرى . ويقال إن اوائل السكان ابحدد قدموا من مدن 
تاجوراء وزلیطن ومن منطقة مسلاته » ثم طردوا من المدينة 
على ید الستوطنین الذين نزحوا اليها من مصراته . وهولاء 
انقسمت المدينة ô‏ عهدهم الى قسمين آحدهما یعرف بحي 
فكرون والآخر يسمى بحي cydol‏ وقد ساد بینھما التنافس 
والتزاع الستمر . ۱ ۱ 
واسم برنیق القدیم ( وهو لا یزال شائع الاستعمال . 
لدی بربر الواحات الحنوبية الى اليوم ) أخذ یفسح الطریق 
تدريجياً وت باسم مرسی ابن غازي الذي ظهر الى حيز 
الوجود لاول و عام ۱/۹ e‏ اذ ذكر عل خريطة للعام 
رسمها علي بن. أحمد الشريف الصفاقسي . اما عن ابن 
٢‏ 


غازي نفسه فلسنا نعرف شيئا سوى أن قبره موجود بمقبرة 
سيدي خریبیش الاسلامية القديمة . ويمكننا أن نذهب الى 
الظن Ob‏ اطلاق اسم هذا الولي الصالح على الميناء ( أو 
المرسى ) انا يرجع الى وجود قبره على مقربة من المكان . 

واحتلال الأتراك للقاهرة وطرابلس في عامى ۱۵۱۷ 
و ۱۵۵۱ م على التوالي كان من نتائجه أن صارت برقة هي 
الأخرى تدور في فلك الحكم العثماني . الا أن اخضاعها 
لذلك الحكم لم يصبح حقيقة واقعة الا بعد OF‏ من الزمان» 
أي عندما قام محمد الساقزلي ‏ باشا طرابلس - بارسال قائدہ 
وخليفته ‏ عثمان بلك لاحتلال برقة في سنة ۱۱۳۸ . وما ان 
وصلت تلك ا حملة LS AN‏ حتى سخرت MUN‏ أسير مسيحي 
للشروع في تشييد قلعة عند مدينة بنغازي > بینما طاف.عثمان 
بك بأرجاء هذه الولاية ابلديدة يجمع الأتاوة من سکانہا . 
ولا تم بناء القلعة تركت فيها حامية عسكرية تحت اشراف 
باي بنغازي > ذلك النصب الذي رما كان أول من تقلده 
هو پوسف ‏ بك الذي صحب عثمان بلك الى العقيلة .في 
حملته الظفرة سنة ۰ م. 


(Nave - ۱ ( العهد القره‌مانلي‎ (Y) 


: ان حکام طرابلس القره.مائلبين ‏ الذین استولوا على مقالید 
الأمور سنة ۱۷۱۱ م - حذوا حذو سابقیهم الأتراك في 


ty 


نظرتهم الى برقة على اعتبارآنها جزء لا eu‏ من ممتلكاتهم ؛ غير 
أن جل اهتمامهم بهذه الولاية اقتصر على اغتصاب الضرائب 
من رجال القبائل ومن التجار . وطذا الغرض JP‏ ,بایات » 
بنغازي یعینون من طرابلس واتخذوا من قلعة بنغازي مقراً لهم » 
حيث كان يقيم أيضاً جنود الوالي . و کانت القلعة عبارة 
عن بناية مربعة الشكل تقوم عند ثلاثة من أركانها أبراج 
دائرية » بينما يوجد عند الر كن الرابع مجمع سكني يطل على 
البحر ويفوق الأبراج ارتفاعاً . والدافع التسعة الي سلح بها 
الحصن كانت موجهة نحو الداحل صوب الدینة اما الزاوية 
المواجهة للبحر فلم تكن بها at‏ استحكامات دفاعية» مما يدل 
على أن الباي كان يخشى حدوث القلاقل في داخل البلاد أكير 
من توقعه مجي الغزو من ناحية البحر . والأجزاء السفلی 
من القلعة كانت مشيدة على أنقاض بناء قديم متماساث ٠»‏ 
أما الأجزاء العليا فكانت اقل متانة » لدرجة Ol‏ الباي نفسه 
طلب من ربان احدى السفن ا حربیة الزائرة عدم اطلاق المدافع 
للتحية المعتادة في مثل هذه OLAU‏ وذلك خوفاً من أن 
يودي الاهتزاز الى تهدم أسوار القلعة ٠٠.‏ 

وفي سنة ۱۸۲۱ م كان Sly‏ برقة هو خليل بك صهر 
يوسف القره‌مانلي وکان شخصاً مرحاً سليم الطوية . الا أنه 
- نظراً للمسئوليات الملقاة على عاتقه — كان في موقف لا 
بحسد عليه . فمن جهة كان الباشا يلح في طلب الأموال 
بلا انقطاع ليملا خزائنه الحاوية في طرابلس ۰ ومن الناحية 
٤‏ ۱ 


الأخرى كانت القبائل البدوية في برقة تبدي نفوراً لا تلام 
عليه ازاء دفع الضرائب دون الحصول على أي مقابل من 
مزايا الحكم . وأخيراً انتهى الأمر بعزل خليل بك من منصب 
Sil‏ . ويقول الأخوان « بيتشى » ( Beechey‏ ) فيما كتباه 
عن ذلك أنه و رعا وجد ني خلعه مدعاة الغبطة والابتهاج اذ 
انه لو بقي في منصبه مدة أطول لاصبح في حكم ال و كد 
أن ينزل به الحراب بسبب ما كان يتعرض له من ا حاح 
الباشا المتواصل في طلب الأموال والبضائع بشكل لا هوادة 
فیه ‏ . 
والى جانب هذا الضغط GU‏ المستمر تميز العهد القرہ pu‏ 
في مدينة بنغازي بتكرر حدوث المجاعة وانتشار الأويئة 
والفوضى السياسية . فعندما جاء الرحالة جيمس بروس 
James Bruce )‏ ( لزيارة بنغازی سنة ۱۷۱۷ء . وجد أن 
b>‏ نشبت بين قبيلتين محليتين قد أدت الى حرمان الدينة 
من مواردها العادیة المتمثلة في الحبوب والألبان واللحوم مما 
ترتب عليه أن أصبح سكانها بموتون eyn‏ . ومما زاد 
الطين بلة أن القبيلة المهزومة ‏ وهي قبيلة أولاد عبيد - كانت 
قد ot‏ الى المدينة فصار ازدحام السكان عاملا يزيد من 
حدة ويلات المجاعة 
وكذلك فان الرحالة الحنوي باولو ديلا تشيلا 
Paolo della Cella (‏ ) الذي رافق جيش الباشا من طرابلس 
الى بنغازي سنة 18107 م. قد ترك لنا وصفاً محزناً للأسلوب 
٤‏ 


٠‏ الانتقامي الذي اتخذه باي بنغازي في ذلك الوقت ضد رجال 
قبيلة الحوازي بعد ثورتهم على ا حکم Hu dd‏ . فتحت ستار 
من المهادنة الزائفة دعي رجال القبيلة الى قلعة بنغازي للانعام 
عليهم ببرانيس حمراء تكون رمزاً لحظوتهم لدى الباشا . وبينما 
رابطت القبيلة بأجمعها خارج المدينة » دخل القلعة ٥٤‏ من 
أعيانها ومشايخها . وهناك بسطت لهم موائد الطعام ۰ فلما 
جلسوا Udd‏ حمل عليهم جنود الحرس الحاص للباي فذبحوهم 
عن بكرة أبيهم . وني الوقت نفسه هوجم معسكر القبيلة وقتل 
عدد كبير من النساء والاطفال 3 

ولم تفق قبيلة الحوازي قط من أثر هذه الضربة القاضية . 
فالذين بقوا على قيد الحياة من أفرادها انضموا الى المجموعات 
القبلية الأحرى » حتى اننا اليوم نجد اسم القبيلة الأصلي قد زال 
من الوجود UU‏ . وعن قصة ذلك القمع الارهابي نشأت 
اسطورة لطيفة تدور حول الرابط سيدي علي الوحيشي الذي 
يوجد ضريحه قرب ميدان البلدية . فيحكى أن بعض أفراد 
قبيلة الحوازي لاذوا بهذا الکان القدس ؛ ۳ بجرو الباي على 
انتهاله حرمته » غير أنه م أي الباي » كان يأمل القضاء علیهم 
جوعاً . وبعد ثلاثة أیام من منع مقومات الحياة عنهم 
حدئت معجزة في ضريح المرابط اذ ظهرت هناك ساقية ماء ( وفي 
رواية أخرى آنپا جرة مملوة بالماء): كما وجدت مبعرة عل 
الأرض بعض التمور والمأكولات الأخرى . وهكذا نجا 
الحتمون بضريح هذا الولي الصالح : مما أدى الى اعلاء 
٦‏ 


شأنه وا لی التقلیل من مقام الباي المتعطش لسفك الدماء . 

وقد خلف لنا الرحالة المعاصرون عدة أوصاف لدينة 
بنغازي أبان العهد القره مانلي كما أن الأخوين بيتشى 
(Beechey)‏ - اللذین كانا مثالا للجد ي البحث والدراسة — 
تر كا لنا خريطة قيمة للمدينة . وق ذلك الحين ( أي في 
سنة ۱۸۲۱م ) بلغ عدد سكان الدينة ۲۰۰۰ نسمة من ضمنهم 
نسبة لا يستهان بها من اليهود والعبيد الزنوج الذين كانوا 
يستجلبون من الحنوب ولم تكن هناك أية ضواحي على 
الاطلاق ۰ فمباني المدينة كانت محصورة في المساحة الي 
lat‏ بها شاطی البحر ۰ وشارع عمرو بن العاص حالياً ( أي 
شارع الملكة » Via Regina‏ « سابقاً ) ومقابر سيدي خریبیش 
وسيدي الشريف . وتلك المساحة كانت تقريباً هي نفس 
المنطقة الي قامت عليها مدينة برينيتشي القديمة من قبل : 
بل أن غالبية مباني بنغازي انما شیدت بأحجار الدينة القديمة 
حيث كانت تلك الأحجار تجزأ الى قطع أصغر حجماً ثم تثبت 
بالطين . 

كان تصميم البيوت في هذه الفعرة من تاريخ المدينة بسيطاً 
للغاية : فالمتزل عبارة عن دور أرضى يضم عدة حجرات 
مرتبة حول فناء مربع مفتوح . أما أسطح البيوت فكانت 
تتكون من قش البحر الذي يوضع على حصر مفروشة فوق 
عوارض من خشب الصنوبر . وأخيراً يغطى السطح بالطين 
الحاف أو يكسى بالحير اذا كان الساكن على درجة من 


٤ 


lydd‏ ونتيجة لذلك فان أمطار الشتاء الغزيرة كانت تسبب 
خسائر كبيرة مثلما حدث في عام ۱۸۲۱ حيث أصيب بعض 
السكان بأضرار بالغة من جراء انہیار المنازل فوق رووسهم . 
وكذلك فان حالة المدينة لم تكن على ما يرام من الناحية 
الصحية : فمدينة بنغازي في ذلك الوقت كان yn‏ بها 
الذباب انتشاراً ملفتاً للنظر . 

ورحالة القرن التاسع عشر الذين كتبوا في وصف مدينة 
بنغازي ۸ يذكروا الا القليل عن مساجد المدينة . وأقدم 
هذه المساجد هو اجامع الكبير ( أو العتیق ) الذي يوجد 
بميدان البلدیة والذي بناه عبد السميع القاضي في أوائل القرن 
السادس عشر بعد أن أعيد بناء مدينة بنغازي بمدة قصيرة . 
وقد قام المتصرف الر كي طاهر باشا بتجديد معظم ôl‏ 
فی نماية القرن التاسع عشر : ثم رممه الايطاليون على أثر 
الغارات الي تعر ضت ها المدينة سنة ۱۹۱۲م . ولذا فانه لیس 
من السهل تكوين صورة دقيقة لا كان عليه مظهره Je‏ . 
أما الساجد الأخرى الي ترجع الى العهد القرہمانلی فهي 
جامع العقيب وجامع GU‏ وجامع بوغلاز وجامع الدراوي . 
ولکن أغلب هذه المساجد - ان لم تكن كلها قد أدخلت 
على بنائها تعديلات مختلفة خلال القرن الماضي . 
^£ 


(۳) عودة الاحتلال ال رکي (۱۸۳۵--۱۹۱۱) 


ان سقوط ee‏ القر همانل 3 ۵ وما تلاه من عودة 
الاحتلال AI‏ كي كان ايذاناً ببدء عهد من الازدهار بالنسبة 
لمدينة بنغازي وهذا يبدو WS‏ لنا واضحاً من المقارنة بين الصورة 
is lal‏ نوعاً في وصف الأخوين بيتشي للمدينة وبين الصورة 
الأخرى الأكثر اشراقاً الي رسمها فا جيمس هاملتون 
(James Hamilton )‏ 3 عام ۱۸۵۰ م : حيث بلغ عدد 
منازل المدينة ۱۲۰۰ منز لا" تأوي ما يقرب من cr‏ نسمة. 
وكانت هذه المنازل من حيث ساطتها تشبه مثيلا مها a‏ العهد 
القر مالي . الا أن بعضها كان يحتوى على طوابق عليا ومساحات 
مرصوفة أما القلعة Aa‏ أعيد بناوڑھا في عام \ALY‏ 1 على نفس 
الطراز القدیم غير أا أصبحت أكثر رحابة وطليت باللون 
الأبيض . ۱ 
وأبرز مظاهر التقدم ي مدینة بنغازي Je‏ في الميدان 
all‏ اذ أن الأتراك عينوا Lab‏ المانياً موهوباً ليتولى مهمة 
الاشراف الصحي 3 المدينة . وبفضل الدقة الشديدة الي يز ت 
بها تلك الرقابة الصحية أصبحت مدینة بنغازي من أرقى مدن 
شمال افريقيا في المجال الصحي . وقد کتب هاملتون عن 
هذا الطبيب فقال : , ان كلمته ھا نفاذ القانون في كل 
۹ 


مبنى كلية التجارة والاقتصاد ني الحامعة الميبية في بنغازي(قصر ا منار سابقاً) 


الأمور المتعلقة بتنظيف الشوارع وإزالة ما يضايق الحمهور : 
فاللحم لا يعرض للبيع في السوق ما م يفحص ایب 
الواشي قبل (ges‏ كما أن دفن الموتى لا یتم اللا بمو جب 
شهادة منه » وان كان لا یقوم بفحص جثة الیت الا اذا 
اشتبه ô‏ أن سبب الوفاة هو الطاعون 0+022 ن الأمراض 
المعدية» . وقد حدث فيما بعد أن الدينة اجتاحها وباء الطاعون 
في سنة ۱۸۵۸ . ثم في سنة ۱۸۷۰ء ء غير أن تكرر انتشار 
الأوبئة كان آخذاً في النقصان باستمرار . كما لاحظ هاملتون 
أنه بالرغم op‏ 21 وجود ثراء فاحش في مدينة بنغازي 
فكذلك يكن le‏ فقر فقر مدقع ٠‏ حتى أن هاملتون م بشاھد 
tal‏ أي شحاذ 7 شوارع المدينة ; 
2 وفي البداية أسند الأتراك حكم مدينة بنغاري الى قانمقام 
( أو باي ) يتبع باشا طرابلس من الناحية الادارية . ولکن 
ا یت ۳ م. Ss.‏ حکم بر قة متصرف أو وال مسئول 
امام القسطنطينية مباشرة . وكان خليل داشا أول هلا الو لاة 
" (حیث تولى الحكم من ۱۸٦۳‏ الى 1858 م ) وأحدث 
تغييرات جذرية في ادارة كل من ولاية برقة وعاصمتها 
مدينة بنغازي اذ قسم المدينة الى ۱۲ محلة. وكذلك فان 
رشيد Ub‏ (۱۸۸۲ — ۱۸۸۵ م. ثم ۱۸۸۹ - ۱۸۹۳م) وطاهر 
داشا من بعده YA&Y)‏ — ۱۹۰6 م) كانا أيضاً حا كمين نشيطين 
بذلا جهداً كبيراً في سبيل رفع مدینة بنغازي ي الى مصاف المدن 
العصرية . كما US‏ مو ضع تقدير أهل المدينة لما عرف 
eî‏ 


عنهما من عدل ونزاهة . 

وقبيل Ar‏ الحكم الو كي ادخلت معالم جديدة على 
طوبوغرافیة مدینة بنغازي . و كان أهم هذه التجديدات انشاء 
ضاحية البركة وربطها عدينة بنغازي بواسطة طريق مرتفع عبر 
ا حاجز الرملی الفاصل بين سبخة عين السلمايي وبين الیناء 
القدیم . وقبل سنة ۱۸۸۱ء. بدأت تظهر الى حيز الوجود 
بعض القرى حول مقابر سيدي حسين وسيدي داود 
لتستوعب الزيادة ي عدد السكان ( الذي وصل الى ۲۰۰۰۰ 
نسمة خلال السنوات الاخيرة من القرن التاسع عشر ) ؛ كما 
كان الجا كم الركي لاك حديقة ہی ناحية البركة . فلما جاء 
رشيد UU‏ وطاهر UU‏ فيما بعد قاما بتشیید ثكنات 
عسكرية كبيرة في تلك المنطقة . بالاضافة الى بناء قصر 
للحا کم و مستشفی عسکري بدلا من البايي المكتظة الغير لائقة 
5 القلعة القديمة عند ا میناء .وی عام ۱۸۹۹ تم مد b> Jal‏ 
لالسكك الحديدية في برقة : وهو خط ضيق FF‏ ر بط 
الميناء بمحاجر سيدي داود الي تبعد عنه عسافة ٦‏ كم . 
وبي تلك الأثناء شید ta)‏ عند الیناء رصيف صغير ومنارة 
هداية السفن وذلك من أجل زيادة امكانيات الیناء . أما 
بالنسبة للمدينة نفسها فقد أقيمت مها عدة مساجد كما تم 
تر میم جوامع yd‏ . وکذاك شیّدت فيها دار للبلدية 7 

من ثلاثة طوابق صغيرة لكنها جميلة المنظر ء استبدلت فيما بعد 
a‏ في سنة ۱۹۲۲ على وجه التحديد ) بعمارة أكبر حجماً 


66 


شيدها الايطاليون . وهی دار البلدية في الوقت الحاضر . 

وأهم الأحداث الي وقعت خلال هذا العهد العثماني 
الثاني من حيث علاقتها بتاريخ برقة المعاصر يتجلى في تأسيس 
وتدعيم الحركة السنوسية وأولى الزوايا السنوسية أنشأها 
السید محمد بن علي السنوسي في البيضاء عام ۱۸١۳۴‏ م . وي 
العشر ين عاماً الي أعقبت ذلك التاريخ أسست الطريقة 
السنوسية عدداً من الزوايا الآخری في مختلف أنحاء â,‏ 
وخاصة في الأماكن البعيدة عن تأثير سلطة الأتراك . 
ففي بادي الأمر كان هناك شعور قوي من الريبة يسود 
جو العلاقات بين الأخوان السنوسيين وبين السلطات التركية . 
غير أن ذلك الشعور سرعان ما أخلى الطريق لقيام التعاون 
بينهما في سبيل رفع راية الاسلام عندما تعرضت البلاد 
لغزو جاءها من دولة مسيحية . 

أما بالنسبة لمدينة بنغازي بالذات فقد وجدت فيها Ub)‏ 
عثل عدة طرق صوفية اسلامية ‏ منها العروسية والعيساوية 
والرفاعية والسعدية - قبل انتشار ا حر كة السنوسية بوقت 
طويل . ذلك أن أول زوایا سنوسية في هذه المدينة لم توسس 
الا سنة ۱۸۷۰. حيث أصبح شيخها يعتبر سفيراً للطريقة 
السنوسية لدى بلاط الحاكم . كما كان الأتراك يسترشدون 
برأيه في الأمور الي تتعلق بالزوايا السنوسية في الدواخل . 
وقد سبق لنا أن تطرقنا الى الحديث عن المساجد القديمة . 
فلم ببق آمامنا OW‏ سوی الاشارة ال کنیس البهود الذي شیده 
٩‏ 


« راحمين جارجیون » ني شارع الهدوي حوالي سنة ۱۸۵۰ م. 
الفرنسیسکان عام ۱۸۷۲ م . 


(V4E* — ۱۹۱۱( الاحتلال الابطالي‎ )٤( 


ان القرار الذي انحذته ابطالیا بغزولیبیا ونحويلها الى 
مستعمرة ابطالية بدأ تنفيذه عندما تزلت قوات الغزو في 
طرابلس یوم ٦‏ سبتمبر ۱۹۱۱ م وبالرغم من Wan‏ 
وصول النبأ الى بنغازي‌فقد كان واضحاً ني الأذهان أن الھجوم 
البحري على وشك الحدوث . فالرعايا الايطاليون الذين كانوا 
یقیمون في مدينة بنغازي — ومجموعهم حوالي ۷۰ نسمة 
— تیقظوا للخطر فغادروا المدينة عن طريق البحر . أما القوات 
العسكرية dl‏ كية الرابطة في المدينة فكانت Y‏ تتجاوز ۲۰۰ 
جندي من المشاة c‏ و ۰ آخرین من سلاح الفرسان » كما 
كان عتادها Got!‏ مٰ یکن يتعدى ۱۸ مدفعا . ومع ذلك 
تأهبت لمقاومة الغزاة ورحبت بتطوع الالاف من رجال القبائل 
الداخلیة . 

وی فجر يوم ۱۸ اكتوبر وصلت سبع طرادات ايطالية 
معها عشرون سفينة من ناقلات الحنود ورابطت کلھا قرب 
بنغازيء وأعطى قائد الاسطول الأميرال أوبري (Aubry)‏ 


ov 


مهلة أربع وعشرين ساعة كي تذعن المدينة Uy‏ لشرط 
التسلیم . ولكن الاتر اك رغم قلة عددهم تجاهلوا هذا الانذار 
ale‏ وشرعوا في حفر الحنادق uu‏ مقربة من القلعة وعلى 
شواطى الصابري حيث كان متوقعاً أن یتم انزال قوات 
الغزو . وعندما اتضح أن الايطاليين كانوا ي حقيقة الأمر 
Oy gt‏ بانزال الحنود على شاطي جليانة ( وهي المنطقة المسماة 
باسم ابنة أحد القناصل البريطانيين ٠‏ وكانت قد دفنت هناك 
a‏ وفامها بسبب وباء اجتاح المدينة ( أصبح م ن المتعذر تغيير 
اخطط الدفاعية نظراً لضيق الوقت : ولا سيما أن الحامية 
العسكرية في a‏ کة آرغمت Je‏ التخلن عن مواقعها بسیب 

قصف المدافع ا من البحر . 

وعند الساعة الثامنة من مساء یوم AA‏ — وذلك بعد ان 
انقضی موعد الانذار - بدأت البوارج !+ ay‏ قذ ف المدينة 

نفسها بوابل من النیران . وقد وفعت عدة pbs‏ ضخمة على 
الجامع الكبير ( فدمرت مئذنته ) كما أصابت بعض القنابل 
مقر ارسالية الفرنسيسكان وكلتا القنصليتين الايطالية والبر يطانية. 
وتسبب القاء القنابل في قتل الكثير من العزل الذين التجأوا 
الى بعض GUI‏ اعتقاداً منهم tab‏ ستقيهم غائلة الوت . ولا كان 
استمرار المقاومة — فتيلا بل يودي الى تدمير المدينة 
وازهاق عدد كبير من الارواح البريئة فقد ۶ عمدة المدينة 
slab ) GW! Mo‏ ابنه ور أحد الأعيان کي بطلبا 
a‏ الأب « کر یستوفورو - أحد قساوسة الارسالية - 
oA‏ 


أن يخطر الايطاليين برضوخ الدینة لشروط التسليم . و 
ثم رفعت âl‏ بیضاء وساط عليها طس مصباح 9 = 
يتمكن الأميرال من مشاهدتما . وفعلا أدرك الأميرال مغزى 
تلك الاشارة » وعندئذ توقف اطلاق النار . وي تلاك 
الأثناء انسحبت القوات التركية والعربية الى ا حبل » حيث 
عسكرت حشودها عند بنينه ضاربة الحصار حول الدينة الى 
أن أجبرت على ترك ذلك الموقع في ابريل سنة NAVY‏ 
واستمرت المقاومة البرقاوية ضد حک م الايطاليين ô‏ داخل 
البلاد وبعد خمس سنوات ‏ حاول الابطاليون Uy‏ أن 
بصلوا ال اتفاق مع زعماء برقة بغية â‏ التعايش السلم ی - استونف 
النضال مرة أخرى Ô‏ عام ۹۳۳ c‏ وم تهدأ القاومة داخل 
البلاد الا" سنة ۱۹۳۱ عندما وقع الزعيم الوطني عمر المختار 
J‏ الأسر حيث حوکم في بتغازي أمام مجلس رف 
فيه الحكم بالاعدام tes‏ في مدينة سلوق . أما فيما يتعلق 
بتار يخ مدينة بنغازي بالذات فاا ظلت خاضعة للحکم 
الایطالي طيلة المدة من ۱۹ اکتوبر ۱۹۱۱ الى فبراير ۱۹۶۱ 
أي عندما دخلتها القوات الي كان يقودها الحنرال Je‏ 
(Wavell )‏ والي كانت تضم قوات من +d.‏ ش السنوسي ) الليبى 
وف أوائل فرة الاحتلال الايطالي امي rane‏ 
بنغازي قاعدة عسكرية الى حد كبير اذ حصنت Gae‏ 
شال هجمات القوات الر ES‏ . الا" of‏ القلعة 
ار كية القديمة لم تعد تلعب أي دور في حماية المدينة ۰ بل 


۹ 


; تم هدمها تدرغيا فيما بين ۱۹۱۲ — ۱۹۲١‏ . ولأول مرة 

ي تاريخ مدینة بنغازي منذ العهد البيز نطي آقیمت ها O‏ 
دفاعية ; بنيت بالأحجار J‏ ارتفاع ۳ yo‏ ا 
La Sone‏ وتتخللها خمس بوابات لمراقبة ۰ 4 
دخوهم وخروجهم منها . وفيما وراء هذه التحصينات الداحلية 
شيدت عند أقصى السبخة حصون ضحمة واستحكامات مجهزة 
بالأنوار الكشافة الي كانت تسلط على السهول المجاورة 
أثناء الليل . 

وبعد أن وطد الايطاليون أقدامهم في منطقة الحبل فقدت 
مدينة بنغازي طابعها العسكري بالتدريج لكنها ظلت عثابة 
القاعدة الرئيسية للعمليات ا حربیة الايطالية .3 داخل البلاد . 
Lf‏ السور المحيط بالمدينة فقد هدمت بعض أجزائه نظراً لتعار: 
والذي كان أغلبها يقتصر على أطراف المدينةحيث توجد 
الأراضي الحالية من العمران . وقد بقيت مدینة بنغازي 
القديمة ‏ ولا Jl;‏ — على We‏ اذ ۸ fy‏ علیها سوی 
تغيرات طفيفة منذ العهد ال ركي sub.‏ احدیدة 4 Sas‏ 
آثاراً تستحق الذ کر ال في کل من میدان البلدية وشارع عمر 
الختار ( أي شارع روما سابقاً ) الودي الى الميدان من ناحية 
الميناء . 

وأهم الأحياء الحديدة الى أنشأها الايطاليون في 


hU 


بنغازي هو ذلك الذي عتد على طول الشاطى الواجه للبحر 
من مبنى الحمارك وا الى Ale‏ ما يعرف الیوم باسم 
رصیف الکاتدر ائية » وقد آصاب هذا الحي كثير 7 
الدمار سیب ویلات لحرب فیما بين سنة ۱۹۲-۱۹8۰ 
والموقع الذي توجد به حدائق البلدية الان كان في أ و اجر 
عهد الاتراك عبارة عن ساحة تكدس Wy‏ أكوام عديدة من 
الملح الذي et‏ من السبخ المجاورة توطئة لتصديره الى 
ا حارج . و بعد دع الحدائق بنيت حول هذا الميدان عدة 
lle‏ ضخمة لا يزال بعضها Kb‏ > ی اليوم مثل السرح 
(الذي شید سنة ۱۹۳ ) والجامعة ( اللي كانت قصراً للحا کم 
فیما بين عام ۱۹۲۳ — YY‏ ) ومن ضمن تللك العمارات 
مبنی oU‏ كان مشيداً على الطراز o AM‏ وحول فيما 
بعد الى مقر للقيادة الفاشستية ۰ كما كان هناك أيضاً tly‏ کبیر ة 
ذات آبراج تعرف ر بقصر الاعیان » ( Palazzo Nobile‏ ( 
ras‏ الهوتيل المسمى 3 ذلك الوقت و هوتیل ابطالیا »۰ 
غير غير أن لو هاتين البنايتين قد تعرضتا لقصف القنابل 
أثناء الحرب ئم أزيلت أنقاضهما في سنة ۱۹۵۲ . ولا تزال 
بعض البانی لوت الأخرى صالحة للاستعمال کالنارة 
والكاتدرائية الفخمة ذات القبتین ly‏ أسست سنة ۱۹۳۲ )۰ 
وهما أبرز معالم المدينة . ۱ 

مدينة بنغازي أصابته يد الاصلاح والتبديل على مر 
السنين بي القرن التاسع عشر كان مشهوراً بعدم كفايته اذ 


5١ 


أن أي سفينة v^‏ قي الاء الى عمق يزيد عن عشرة أقدام 
1 يكن باستطاعتها أن تنفذ عبر الثغرة الي بين الصخور 
كي تصل الى المرسى , القريب من رصيف الكاتدرائية . غير 
أن الوضع قد تحسن قليلا” ي سنة ۱۸۸۹ کت 
رصیفاً صغيراً قرب مبنى الحمارك وأقاموا منارة لارشاد السفن 
ومع ذلك فان هياج البحر ô‏ فصل الشتاء كان كثيراً ما 
يحول دون دخول سفينة البريد الى المیناء حتی بعد مرور 
سنوات کثيرة من الاحتلال الابطالي . 

وقد وضعت عدة مشازية ری الى اصلاح میناء مدينة 
بنغازي عق رضح Uy‏ لاستقبال السفن في مختلف الأحوال 
احوية . و OS‏ أحد تلك الشاریع هيدف الى تطویر ارفا 
الطبيع ی الموجود عند 7 راس تابنوس 1 على بعد عشرة 
Slings‏ جنوي المدينة . ففي القر ن التاسع عشر كانت 
السفن الي لا تتمکن من دخول tl‏ 7 بنغاز ي تجد 
ف ذلك الکان Uy,‏ آمینا لرسوها ly,‏ حرجت a‏ 
الى حيز الوجود ي سنة ۱۹۲۹ اذ طبق مشروع د 
تكاليفه مائتي ملیون ليرة (بسعر ما قبل ا حرب ) ونتج 
عنه آن صار لدینة بنغازي نفسها حوض خارجي تی 
انساع we‏ الا أن الغارات ا حربیة وعمليات التخريب 5 
pall‏ 3 ما بين عامي ۰ - ۱۹4۲ أدت الى تقویض AS‏ 
من هذه المنشات . ولم يبدأ الميناء في الانتعاش من أثر تلك 
الضر & الا" أثناء السنوات الأآخيرة 
۲ 


ووسائل المواصلات الي تربط مدينة بنغازي ببقية أجزاء 
برقة وطرابلس ظلت مدة طويلة بعد الاحتلال الايطالي 
تقتصر على البواخر الساحلية الي كانت تتردد على موانى 
وع وبنغازي وأبولونيا ( سوسة ) ودرنة وطبرق . 
ر :أن عام ۰ شهد انشاء طريق حديث معبد بالاسفلت 
عند bye‏ من العاصمة الى اجدابيا وآخر مثله يتجه شرقاً 
عبر الحبل ۲ درنة . وأخيراً تم في سنة ۱۹۳۷ شق الطريق 
bul‏ ال حدید الذي يصل دين الحدود التونسية والمصرية 
والذي يعتبر من طرق المواصلات البرية العالمية . كما أن 
التوسع في برنامج مد الطرق طغی الى حد ما J‏ الشر وع 
7 كان الايطاليون قد رسموه اصلا لربط â, eli‏ 
بشبكة متكاملة من انحطوط الحديدية . فالسكاك الحديدية 
الممتدة من بنغازي الى كل من سلوق والمرج افتتحت ي 
عامي ۱۹۲١‏ م - ۱۹۲۷ على التوالي uel ihe‏ 
oY gle‏ للتوسع في مد هذه bo sled!‏ الا بعد أن ازدادت 
التحر کات العسكرية قبيل نشوب الحرب العالمية . فعندئذ بدأ 
التمهيد لد المزيد من الحطوط الحديدية حيث لا زالت تشاهد 
الى الآن بعض ابلسور والأخاديد الي لم تتم بين المرج ومراوه . 
اما من حيث الاحتياجات المدنية العادية لكات برقة ني ذلك 
ا فمن المشكوك فيه أنها كانت تبرر انفاق مثل تلك 
الأموال الطائلة الى بتطلبها مد وصيانة هذه الشبكة المتسعة 

ن الحطوط الحديدية . 
٣‏ 


من اجمل المناظر في 


مدينة بنفازي الحديدة 


)۱۹۶۲ - ۱۹4۰ ( الحرب العالمية‎ (o) 


في السنوات القلائل الي سبقت بداية الحرب العالمية 
كان عدد سکان مدينة بنغازي بتزاید بسرعة لا بستهان 
با . فبعد أن كان عددهم في سنة ۱۹۲۹ لا بتجاوز Wye‏ 

من العرب و ۸ آلاف من الايطاليين وألفين من اليهود قفز 
وخ السكان في سنة ۱۹۳۷ الى ٠ه at‏ ( منهم ۳۰ 
ألف عربي و ١١‏ ألف ايطالي و ۲۵۰۰ بهودي ) . وكانت 
المدينة 801 متميزين أحدهما يتمثل في ا خي 
Gal‏ القديم الذي يتوسط ميدان البلدية والآخر بن 
الأحياء الاوروبية الحديثة والنشآت العسكرية الواقعة في أطراف 
المدينة . وكان السواح والزوار الرسميون الذين يفدون على 
المدينة ju‏ لون إما J‏ و فندق ايطاليا » أو ر فنلی بر ينيتشي « 
أو ني أحد الموتيلات الأخرى الصغيرة . وبالنسبة للاوروبيين 
كانت تتوفر فيها جمیع مقومات الحياة الوجودة في أي 
مدينة عصرية . ومن ذلك أنه كان ود مها مطعم صيفي 
وحديقة للنزهة قرب نهر « ليثى » أما في الأماكن القومية 
للیبیین — وهم الغالبية العظمى من السكان ‏ فانها لم تجد 
طر ۳ الى التحقيق . فلما دخلت ايطاليا الحخرب الى جانب المانيا 
سنحت لليبيين فرصة التوصل الى نيل مطالبهم القومية 


٦٦ 


ولكن بعد مرور سنوات طويلة قاست المدينة حلاها كثيراً 
من ا wl‏ والالام سبب ما تعرضت له من الغارات الحوية . 
أعلنت ايطاليا ا حرب في ٠١‏ يونيو سنة ۱۹6۰ وحشدت 
جيشاً جراراً على الحدود الصریة:, ثم بدأت الغارات ا لحویة 
البريطانية على منشئات ميناء مدينة بنغازي وغيرها ي شهر 
سیتمبر واستمرت ليلياً طيلة عدة أشهر . وبتاريخ ٩‏ دیسمبر 
هاجمت قوات Jl‏ ويفل Wavell)‏ ) جیش غرازياني 
(Graziani )‏ وأخذت تشق طريقها الطويل محرزة النصر تلو 
الاخر في اتجاهها نحو الغرب . وي مساء اليوم التاسع من 
فبراير ۱۹٢١‏ دخلت بنغازي الوحدات الالية التابعة للقوات 
الاسترالية تحت قيادة البر y>‏ روبرتسون ( “(Robertson‏ 
بينما أسرعت القوات الايطالية مولية الادبار جنوباً صوب 
اجدابياء فما أن وصلت الى موقع بیضافوم ) (Beda Fomm‏ 
حتى داهمتها المدرعات البريطانية الي كانت قد عبرت الصحراء 
قادمة من المخيلي فمزقتها شر ممزق . 
وقد أورد المراسل الحرني ر آلان مورهيد » Alan‏ ( 
Moorhead (‏ وصفاً للمنظر الذي شاهده بنفسه ۴ میدان 
بلدية بنغازى عندما سلمت السلطات المدنية الايطالية المدينة 
رسمياً » فكتب يقول : « إن ابحنود الذين كانوا مغمورين في 
جبهة القتال هم الذين حظوا بشرف النهاية ني صباح ذلك 
اليوم القارس البرد AA‏ بالغيوم ۰ عندما نزلوا من عربام 
في الشوارع - وكانوا لا يتجاوزون فرقة واحدة — وساروا 
“Y‏ 


الى الميدان حيث مبنى البلدية . وكان مظهرهم یتسم بانحشونة 
وقذارة الملبس اذ كانوا ملطخين بالطين من رووسهم الى 
اقدامهم . كما كانت خوذامم العدنية منكنسة فوق عیونہم 
لوقايتهم من شدة ار a‏ ففي خلال الشهرين اللذين 
دار فیهما القتال كان أولئك الحنود Tes‏ ما یعانون وطأة 
et!‏ والبرد في ذلك الحو القاسي . وأهالي الدينة الذين 
تجمھروا في الميدان كانوا يتوقعون مشاهدة فرق موسيقية 
واستعراض عسکر ې منظم . غیر اہم بدلا من ذلك كله لم 
یشاھدوا سوى هذه الشرذمة الصغيرة من الرجال الملطخين 
بالوحل في Mc‏ 

ولكن هذا الاحتلال البريطاني الاول لمدينة بنغازي i‏ 
يدم سوى ٠٦‏ يوماً فبینما ضعفت القوات البريطانية الموجودة 
في برقة بسبب رحیل جزء لساعدة اليونان JJ‏ رومل ني 
طر ابلس بقوات جديدة مسلحة لیغزو جیوش الحلفاء 
وعندما زحف رومل شرقا من جهة العقيلة أصبح من 
الضروري الحلاء عن مدينة بنغازي . وفعلا انسحبت القوات 
البريطانية في ليلة الثالث من ابريل ١94١‏ بعد تدمير المنشآت 
العسكرية . ول تعد مرة آخری الا عندما حل عيد الیلاد 
في السنة التالية . وني الوقت نفسه ظلت طائرات السلاح 
الحوي الملكي تمطر المدينة بقنابلها بغير هوادة . 

وعند‌ما عاد الراسل الحرببي « مور هد 1 للمرة الثانية a‏ 
قوات الاحتلال Gla Wl‏ وجد أن بنغازي قد اعتراها التغيير 
A‏ 


فأصبح سو دها جو من PCA‏ واحزن : وي ذلك J‏ 
,4 كنا نتطلع دلهفة الى متعة الاستحمام با ماء الساخن والنوم على 
1 ذات ملاءات نظيفة وال الاسراع لشراء الحاجيات من 
جر الدينة ... ولكن ما ان o‏ نجوس بسیار اتنا خلال 
0 ا حالیة حى بدأت الحقيقة تتضح لنا شيئاً فشيئاً ... فقد 
أدر كنا ان مدينة بنغازي ايضاً قد حل بها انلهراب . فلم تعد تبدو 
عليها سمات المدينة . ذلك ان الغارات المدمرة قد اجتاحتها كداء 
وبیل فر ys‏ أنقاضاً خاوية خیم عليها السكون والحمود . 
فكانت الاسواق مغلقة والمتاجر موصدة الأبواب ds‏ يكن 5 
طريقنا الا الحراب تلو اللحراب ... وكانت انفجارات القنابل 
قد خلفت أ ثرها في كل مبی 3 كما ان ضرب منطقة الیناء 
كهدف مباشر كان قد أصاب السفن الراسية هناك وهوى مها الى 
اعماق البحر . فالسلاح ابحوي Sli‏ استمر يقصف المدينة بقنابله 
ليلة بعد ليلة طيلة ما يقرب من عام کامل وها تحن نجول 
بأبصارنا فيما آلت اليه المدينة من خر اب ودمار » . 
غير ان الكرب الذي قاسته مدينة بنغازي لم ينته عند ذلك 
الحد . فالقوات البريطانية في هذه المرة مكثت شهراً واحداً ثم 
عاد رومل الى المدينة من جديد في اواخر شهر يناير سنة ۱۹6۲ 
ولم يقدر لمدينة بنغاز ي ان تتحرر من لیر احتلال قوات المحور 
الا بعد قرابة عام كامل ( في ٠١‏ نوفمبر ۱۹۶۲ ) ء عندما عقد 
لواء النصر J‏ النهاية للجیش الثامن الذي كان يقوده ر مونتجمر ي ) 
وبذلك انتهى دور ليبيا كميدان تدور على أرضه رحى 
۹ 


العاوك العنيفة . وفي خلال فيرة العامين والنصف الى انقضت 
على اعلان « موسولينى » الحرب عانت مدینة بنغازي كل 
ما بمكن أن تجره الحر وب الحديثة من صنوف القسوة والإذلال. 
فقد استمر قصفها بالقنابل من البحر ومن الحو على Ay‏ 
وتعاقبت عليها قوات الحلفاء والحور خمس مرات آدت 
كل منها الى هدم منشآت ذات أهمية حيوية من الناحية المدنية 
لا تقل عمًا كان ها من أهمية حربية . وأثناء الفترات الي 
اشتدت فيها الغارات الحوية رحلت أعداد كبيرة من السكان 
الى المناطق الريفية المجاورة تاركة وراء‌ها المدينة مقفرة الأبواب 
وقد توقفت مرافق حياما الدنية . 

وعلى أثر الاحتلال البريطاني الثالث والأخير وما تلاه 
من انتقال المسرح الرئيسي للعمليات العسكرية الى تونس 
ومن ثم الى a‏ وايطاليا سنحت لدینة بنغازي فرصة 
الشفاء من آلا م ا حرب . فقد عاد الأهالي الى و فتح متاجر هم 
MD WN y‏ الحياة في المدينة تسیر في ie‏ الطبیعی 
ولكن ا حي الاوروبي بقي Ue‏ مهجوراً اذ أن سكانه 
الابطاليين كانوا قد جلوا عن الدبنة قبل الاحتلال البريطاني 
الأخير . وفضلا" عن ذلك فان الادارة العسكرية البريطانية 
الي حكمت برقة في الفترة ما بين سنة 19847 ۱۹۵۰ 
i‏ تكن لدیہا OF‏ مخصصات مالية لاصلاح ما آفسدته الحرب . 
وي Wy‏ نفسه فان الأفراد الذين شغلوا ممتلکات الایطالیین 
سابقا كانوا ‏ بطبيعة الحال — يحجمون عن انفاق المال c‏ 2 


Ve 


اصلاحها الى أن يتضح مصير برقة ويتم البت في أمر الملكية 
الشرعية لتلك الممتلكات . 


(YN الاستقلال ( من بدايته سنة ۱۹۵۱ حتى عام‎ )٦( 


ان انتصار ا حلفاء في شمال افريقيا بمشاركة تلك 
القلة من الرجال البواسل الذين تكون منهم جیش عربي 
ليبي غیت زعامة ملك ليبيا 3 وكان حينئذٍ يعر ف باسم 
السيد ادريس ء أمير برقة ‏ ذلك النصر ضمن لليبيا تحقیق 
أمانيها افو 5 جو . فمنذ 0 الثامن من يناير سنة 
بأن وت مصممة على الحيلولة ae‏ جم aw‏ 
السنوسية للسيطرة الايطالية مرة أخرى ‘ وي عام ۱۹:۳ 
قام الامير بزيارة برقة للمرة الاولی منذ اضطراره الى مغادرة 
البلاد سنة ۱۹۲۲ ۰ فاستقبله أهالي بنغازي بحماس بالغ . وبعد 
أربع سنوات من ذلك انخذ من عاصمة برقة ifr”‏ له حيث تم 
اصلاح قصر الحاكم الايطالي السابق ليقيم فيه بو DAS‏ 
الأمم المتحدة استقلال ليبيا وحددت de‏ يوم ۲4 دیسمبر 
سنة ۱۹۵۱ شعر Jul‏ برقة بأن نضاهم ضد السيطرة الأجنبية 
قل أحدث أثراً بعيد الدی نحو نحقيق هذا المدف العظیم 
وتقدیراً لمكانة مدينة بنغازي الخاصة O‏ بها الى wile‏ 


الا 


——< 


ادا 
0 


ي arr"‏ 
7 ںی ۲ o‏ کے ہے 


بعض منشئات المدينة الرياضية 


on‏ تا یا 
ar TS Ge‏ لت 
O‏ وت 


طرابلس ‏ کعاصمة ثانية للمملكة الليبية التحدة . 

وفی السئوات الأولى عقب نيل الاستقلالشرع سكان مدينة 
بنغازي ني القيام بأعمال العمران العديدة الباهظة التکالیف . 
وقد زودت الحكومة المدينة بمحطة جديدة للكهرباء ( دشنت 
سنة ۱۹۵6 ) كما مدت (lae‏ جدیداً من الأنابيب تأتيها با میاہ 
من بنينه . وف الوقت نفسه بدأت المشاريع الحاصة تلعب 
دورها في الدینة . فکان أول اعمالها على نطاق واسع هو 
تشييد عمارة ر الحبل الأخضر » الي تم بناوها سنة ۱۹۵6 عوقع 
١‏ قصر الأعيان ) سابقاً . 

وني خلال الفترة الأخيرة من السنوات‌العشر الي أعقبت 
عام ۱۹۵۰ ٠ sal‏ التوسع في عمليات التنقیب عن الببرول الى 
زيادة الرواج ect ô‏ العمرانية » مما tu‏ عنه ظهور 

حياء سكنية حديثة بضواحي المدينة . فلما تم اكتشاف الب ول 
roe‏ سراف سنة ١989‏ وقام الملك في اکتوبر NAV‏ 
بتدشين أول خط للانابیب ( من زلطن الى البريقة ) في 
ليبيا كان ذلك ايذاناً ببدء انتعاش مدینة بنغازي وازدهارها 
وحتی الميناء الذي يعد مشروع ترميمه مهمة ضخمة جداً 
نظراً لما أصابه من ويلات ا حرب ومن عوامل التعرية البحرية في 
السنوات الي تلتها أصبح اصلاحه اليوم رهن SEW‏ 

ومن ال و کد الان أن مدينة بنغازي مقبلة على نمو وتطور 
کبیرین رغم ما كان یشوب مستقبلها م ن نظرة تشاومية عند 
بداية الحرب العالية . فمثلما كان تصدير نبات السیلفیوم 
۷ 


UN 


الثمين بجلب الراء لمدينة بنغازي القدیمة في أيام الاغريق نجد 
الصناعة البر ولية الیوم تقوم بنفس الدور ي تطوير حياة 
هذه المدينة الحديثة» حتى أنه gad‏ أن حدائق « هسبريدس » 
وان طواها de‏ النسيان لا زال بعض ر تفاحها الذهبي 0 
ناضجاً داني القطوف . 


۷۹ 


se y»‏ الراجع 


المقال الوارد عن « بنغازي في دائرة المعارف الايطالية . 
المقال الوارد عن ر بنغازي » في دائرة المعارف Jl‏ يطانية . 
دليل « ليبيا » الصادر عن نادي السياحة الايطالي ( ميلانو 
وا Ce‏ 

ودراسة عن بنغازي أيام الاستعمار ۸ء كتبها أولديريكو 
Glas‏ ( ميلانو - التاريخ مجهول ) . 

ر سکان برقة » » تاليف آے دی آغوسطینی ( بنغازي 
Ce 14۲۳‏ 

« فهرس قطع العملة الاغريقية الي وجدت ني By‏ 
والمحفوظة بالمتحف البريطاني cc‏ 

صنفه ۱ . س . ج . روبنسون ( لندن = ۱۹۲۷ م ) . 

ر مدن الولايات الرومانية الشرقية »» تأليف أ . ه . م . 
جونز ( أكسفورد ‏ ۱۹۳۷ م ) . 

و رحلة في مناطق بربر طرابلس » ء تأليف باولو ديلا 
تشیلا ( ۱۸۱۹ م ) . 

ر وقائع رحلة البعثة الاستكشافية الى ساحل افریقیا 
الشمالي » ». 

تأليف الأخوين بيتشي ( لندن - ۱۸۲۸ م ) . 


— وجولات في شمال افريقيا » » تأليف ج . هاملتون 


( لندن - كهمام). 

ےہ (متابعة لرحلات بروس ٢ء‏ ر. ل . بليفير ( لندن ‏ 
۷ م ) 

١ —‏ الثلاثیة الاغريقية » : تأليف OW‏ مورهيد ( لندن - 
۵ . 


متاح للتحميل ضمن مجموعة كبيرة من المطبوعات من صفحة 
على موقع ارشيف الانترنت 
الرابط 
https:/ /archive.org/details/ @hassan_ibrahem‏ 
https://archive.org/details/@hassan_ibrahem‏ 


۷۷ 


i 
وزارة الافتصاد‎ 
الادارة العتامة للسََاحَة‎ 


۱۹۷۰ RUN الطبعت‎ ra